لاشك أن من أكبر أسباب ضعفنا وهواننا انتشار الجهل والبدع والضلالات في مجتمعاتنا؛ الناتج بسبب البعد عن أخذ العلم من مصادره الموثوقه وينابيعه الصافية، والإنصراف عن العلماء الربانيين الصادقين، كما أن من أكبر أبواب الضلال والشر انتحال حديث النبي واختلاقه، ولجهل الكثيرين من المسلمين بهذا الأمر وخطورته لاقت هذه الأحاديث قبولا واستحسانا عند كثير من الناس، وبالنظر لخطورة هذا الأمر، وانطلاقا من الحديث المتواتر “من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار” البخاري ومسلم، نذكر أنفسنا وإخواننا بضرورة التثبت في نقل أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، وضرورة تمحيصها قبل نشرها ونقلها وتداولها، فمن جملة الأحاديث التي لا تصح نسبتها إلى الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، بعض الأحاديث الواردة في فضل شهر شعبان، نذكر منها:
– حديث: “اللهم بارك لنا في رجب وشعبان و بلغنا رمضان”.
انظر : الأذكار للنووي وكتاب ميزان الاعتدال للذهبي 3 / 96 ومجمع الزوائد للهيثمي 2 / 165، وضعيف الجامع للألباني حديث رقم.4395
– حديث: “فضل شهر شعبان كفضلي على سائر الأنبياء”.
قال ابن حجر: إنه موضوع كما في كتابه تبين العجب
انظر : كتاب كشف الخفاء 2 / 110 للعجلوني والمصنوع لعلي بن سلطان القاري 1/128.
– حديث تخصيص صيام نهار ليلة النصف من شعبان وقيام ليلها: “إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها”.
أنظر: العلل المتناهية لابن الجوزي 2/562 ومصباح الزجاجة للكناني 2/10 والفوائد المجموعة للشوكاني وتحفة الأحوذي للمباركفوري 3/366، وسلسلة الأحاديث الضعيفة رقم 2132.
فائدة: اعلم رحمك الله تعالى أنه ليس هناك حديث صحيح في تخصيص صيام النصف من شعبان أو قيامه و عليه فإن تخصيصه بصيام أو صلاة بدعة منكرة لا دليل لها.
– حديث : “من قرأ ليلة النصف من شعبان ألف مرة قل هو الله أحد بعث الله إليه مئة ألف ملك يبشرونه”.
أنظر : لسان الميزان لأبن حجر 5/271 والمنار المنيف لأبي عبد الله محمد الحنبلي وكتاب نقد المنقول لزرعي 1/85.
– حديث: “من صلى ليلة النصف من شعبان ثلاث مئة ركعة، (في لفظ ثنتي عشر ركعة) يقرأ في كل ركعة ثلاثين مرة قل هو الله أحد، شفع في عشرة قد استوجبوا النار”.
أنظر: كشف الخفاء للعجلوني 2/566 والمنار المنيف لأبي عبد الله محمد الحنبلي ونقد المنقول لزرعي 1/85.
– حديث: “من أحيا ليلتي العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب”.
أنظر: ميزان الاعتدال للذهبي 5/372 والإصابة لابن حجر 5/580 والعلل المتناهية لأبن الجوزي 2/562.