وفيات الأمهات من المشاكل الصحية التي يجب أن تحظى بعناية واهتمام بالغين، وذلك لانعكاساتها البارزة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
وهذا النوع من الوفيات جد مرتفع بالمغرب، وتقدر نسبته بـ 227 حالة وفاة لكل 100000 حالة ولادة حية، كما أن وفيات المواليد من أول يوم في العمر إلى الأسبوع الرابع تصل إلى 27 لكل 1000 حالة ولادة حية حسب آخر التقارير.
وترجع هذه الوفيات في صفوف الأمهات لعدة أسباب أهمها:
– النزيف: 20.
– التعفن: 15.
– إجهاض عفوي أو معتمد: 13.
– ارتفاع ضغط الدم:12.
ونظرا لأهمية هذا العامل الأخير ولكونه السبب الأول في تأخر نمو الجنين، ووفاة الجنين داخل الرحم ارتأينا إلقاء الضوء على هذا المرض تماشيا مع إستراتيجية وزارة الصحة، وتبصيرا لإخواننا وأخواتنا القراء بخطورة هذا الداء لتجتبه والتخفيف من آثاره وانعكاساته.
التعريف بالمرض
– ارتفاع 140 مليمتر زئبقي أو أكثر.
– الانبساطي 90 مليمتر زئبقي أو أكثر.
– ظهور البروتين في البول أو غيابه.
– احتباس السوائل في الجسم أو غيابه.
التصنيف
تصنف اضطرابات ضغط الدم أثناء فترة الحمل إلى أربع فئات:
1- ارتفاع ضغط الدم المزمن: ويشخص قبل حصول الحمل أو خلال الخمس أشهر الأولى من الحمل ولا يكون مصحوبا بأي عرض.
2- ارتفاع ضغط الدم الحملي العابر: يظهر في فترة ما قبل الولادة فقط ويعود الضغط إلى قيمه الطبيعية خلال 3 أشهر بعد الولادة.
3- ارتفاع ما قبل الإرجاج: ويحصل بعد 20 أسبوعا من الحمل، ويكون مصحوبا بعدة أعراض منها: انتفاخ في اليدين والوجه والرجلين نتيجة احتباس السوائل، وظهور البروتين في البول، وتغير بعض التحاليل الدموية.
4- ارتفاع ضغط الدم المزمن مع حالة ما قبل الإرجاج: وهي نفس حالة ارتفاع ضغط الدم المزمن مصحوبة بواحدة أو أكثر من عوارض ما قبل الإرجاج.
يعتبر هذا الحمل على مستوى عال من الخطورة بسبب مضاعفاته على:
1- الأم
– مضاعفات في الجهاز العصبي: حالة الإرجاج، نزيف في الدماغ.
– مضاعفات في القلب: فشل أو قصور في القلب.
– فشل في الكلى والغدة الكضرية.
– انفصال في الشبكية، نزيف في الشبكية واحتباس السوائل في الشبكية.
– الرئة: التهاب شعب رئوي وخراج الرئة.
– الكبد: كدمة دموية تحت الغلاف المحيط بالكبد.
– حالة “هلب ساندروم”: وتتميز بتكسر خلايا الدم وارتفاع في إنزيمات الكبد وقلة عدد الصفائح الدموية.
– المعدة: قرحة.
– الرحم: نزيف.
– المشيمة: انفصال المشيمة.
– موت الأم.
-2 الجنين
– تأخر نمو الجنين.
– ولادة مبكرة.
– وفاة الجنين.
عوامل الخطر
• صغر أو كبر عمر الأم الشديد.
– أقل من 15 سنة.
– 35 سنة أو أكثر.
• الحمل لأول مرة.
• حدوث نفس الحالة في حمل سابق.
• تاريخ عائلي يفيد بوجود حالات مشابهة.
• أمراض الأوعية الدموية المزمنة وداء السكري.
• أمراض الكلي.
• السمنة.
• الحمل العنقودي أو الحمل المتعدد.
• سوابق لموت الجنين في الرحم أو تأخر نموه.
• تمدد زائد للرحم بسبب الحمل المتعدد مثلا.
سبب حدوث المرض
غير معروف لكن هناك نظريات عديدة وموجودة منها:
• مناعي.
• خلل جنيني.
• أمراض الأوعية الدموية المزمنة: ارتفاع ضغط الدم داء السكري.
• انضغاط الأوعية الدموية بسبب التمدد الزائد للرحم الناتج مثلا عن الحمل المتعدد.
هذه العوامل السالفة الذكر تؤدي إلى قصور في عمل المشيمة مما يؤدي إلى زيادة في إفراز المشيمة لمواد تؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية، ونقص في إفرازها للمواد التي تؤدي إلى ارتخاءها وذلك لزيادة صبيب الدم إلى المشيمة مما يؤدي إلى:
– ارتفاع ضغط الدم.
– احتباس السوائل خارج الأوعية الدموية.
– تجلط الدم أو نزيف.
– موت أجزاء من الأنسجة.
– فشل متعدد للأعضاء.
أعراض المرض
إن الأعراض المرافقة للمرض تظهر في الحالات الشديدة فغالبا ما تكون غير ملاحظة من قبل الأم أو قد تؤخذ على أنها إرهاق أو شيء ليس له علاقة بالمرض فمن هذه الأعراض:
– الصداع
وغالبا ما يكون في منطقة الجهة أو الجبين ونادرا في مؤخرة الرأس.
– تشويش في الرؤية أو انعدام الرؤية.
– الشعور بالغثيان والرغبة الملحة في التقيؤ.
– ألم المعدة.
– ألم في الجهة اليمنى تحت الحجاب الحاجز.
– قلة التبول.
– نزيف مهبلي.
– انتفاخ واحتباس السوائل في الأطراف.
– انخفاض في حركة الجنين.
صفات حالة ارتفاع ضغط الدم المرافق للحمل “الشديدة”
1- الضغط الانقباضي أكثر من 160 والانبساطي أكثر من 110.
2- وجود بروتين في البول أكثر من ++.
3- تغيرات في قاع الرحم.
4- وجود المضاعفات.
التحقيقات والتحاليل والتقارير المطلوبة
تتم بعمل التالي:
• دراسة تخطيط قلب الجنين.
• الفحص بالصدى.
• اختبار وظائف الكبد.
• اختبار وظائف الكلى ومستوى “اليوريك أسيد”.
• تقرير عن طبيعة تجلط الدم وتحليل الدم.
• دوبلر.
الوقاية
تتم وقاية الأمهات الحوامل المعرضات من مرض ارتفاع ضغط الدم بأخذ جرعة صغيرة من الأسبرين “75 ملي غرام” في اليوم تؤخذ ابتدء من الأسبوع 12 للحمل.
العلاج
• الحل الوحيد هو الولادة.
• العلاج الوقائي خلال فترة الحمل في حالات الارتفاع الخفيف في الضغط أو مدة حمل أقل من 37 أسبوع والهدف منه هو الاطمئنان على نمو الطفل وتصحيح ضغط الأم:
ويشمل:
– الراحة
– النوم على الجانب الأيسر لأنه:
* يخفض ضغط الدم.
* يقلل من احتباس السوائل.
* يحسن نمو الجنين.
– نوعية الطعام:
* كثير البروتين.
* عدم إزالة الملح من الطعام.
– أدوية:
* الفامثيل دوبا لخفض ضغط الدم.
* ديازيبام.
المتابعة
وتنقسم إلى قسمين:
1- الأم
• قياس ضغط الدم.
• البحث عن وجود احتباس في السوائل.
• قياس وزن الأم.
• البحث والكشف عن وجود زيادة في ردات الفعل العصبية والعضلية.
2- الجنين
• نسأل عن حركة الجنين اليومية.
• الفحص بالصدى.
• الدوبلر.
• تخطيط القلب للجنين.
نتيجة ذلك
• إذا تحسنت الحالة بمعنى أنه تم التحكم في ضغط الدم، يتم الاستمرار بالعلاج الوقائي إلى أن يتم نمو الجنين.
• أما إذا ساءت الحالة عندها نلجأ إلى العلاج الفعال وهو إنهاء الحمل.