الأحاديث الضعيفة وأثرها السيئ في الأمة حديث: “من لم تنهه صلاته عن الفحشاء و المنكر فلا صلاة له”

قال الشيخ الألباني رحمه في “السلسلة الضعيفة و الموضوعة” (2/414): منكر.

رواه ابن أبي حاتم في “تفسيره” (كما في تفسير ابن كثير 2/414) من طريق عمر بن أبي عثمان عن الحسن عن عمران بن حصين قال: “سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى: إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ؟ قال: فذكره.
قال الشيخ الألباني: “وهذا سند ضعيف، و فيه علتان:
 الأولى: الانقطاع بين الحسن وهو البصري وعمران بن الحصين، فإنهم اختلفوا في سماعه منه فإن ثبت، فعلته عنعنة الحسن فإنه مدلس معروف بذلك.
 والأخرى: جهالة عمر بن أبي عثمان”.
وقد روي الحديث بلفظ: “من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا”.
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/54): “باطل، وهو مع اشتهاره على الألسنة لا يصح من قبل إسناده، ولا من جهة متنه، أما إسناده فقد أخرجه الطبراني في “المعجم الكبير” (3/106/2) والقضاعي في “مسند الشهاب” (43/2)، وابن أبي حاتم كما في “تفسير ابن كثير” (2/414) من طريق ليث عن طاووس عن ابن عباس، وهذا إسناد ضعيف من أجل ليث هذا -وهو ابن أبي سليم- فإنه ضعيف، قال الحافظ ابن حجر في ترجمته من “تقريب التهذيب”: صدوق اختلط أخيرا ولم يتميز حديثه فترك. وبه أعله الهيثمي في “مجمع الزوائد” (1/134). وقال شيخه الحافظ العراقي في تخريج الإحياء (1/ 143) : إسناده لين..”.
لكن صح الحديث موقوفا على ابن مسعود رضي الله عنه من قوله بلفظ: “من لم تأمره الصلاة بالمعروف، وتنهاه عن المنكر، لم يزدد بها إلا بعدا”. أخرجه أحمد1/159 في الزهد، والطبراني في الكبير9/159، وصححه الألباني في الضعيفة1/55، والعراقي في تخريج الإحياء (ح:398).
وكذلك أخرجه أحمد في الزهد 1/264 عن الحسن البصري قال: “قال الصلاة إذا لم تنه عن الفحشاء والمنكر، لم تزد صاحبها إلا بعدا “، قال الألباني في الضعيفة1/56: “وإسناده صحيح”.
وجملة القول أن الحديث إنما صح من قول ابن مسعود والحسن البصري، ولا يصح إسناده مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، كما أن في متنه نكارة؛ لأن ظاهره معارَض بما ثبت في الأحاديث الصحيحة من أن الصلاة مكفرة للذنوب، فكيف يزداد بها العاصي بعدا؟!
ولهذا قال شيخ الإسلام في فتوىً له عن الحديث: “هذا الحديث ليس بثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر كما ذكر الله في كتابه، وبكل حال فالصلاة لا تزيد صاحبها بعدا؛ بل الذي يصلي خير من الذي لا يصلي وأقرب إلى الله منه وإن كان فاسقا” (الفتوى الكبرى2/5).
وأما ما صح عن ابن مسعود رضي الله عنه وعن الحسن البصري رحمه الله فقد حمله بعض العلماء على المبالغة والتهديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *