“كان خصمي واليوم هو رئيسي” “كنت أريد أعلى المناصب لخدمة بلدي وأنا الآن خادم في بلدي”
“أهنئ السيد أوباما وكلنا عون له وليباركنا الله جميعا”
هذه بعض كلمات ماكين المرشح الرئاسي الأمريكي الذي لم يفز.. صعد المنبر وأقر لمنافسه بشجاعة، ومدح ما يراه فيه جميلا، وجعل الجميع يدا واحدة وراءه واعترف بالهزيمة بدون تحليل، ولم نسمع أي صراخ أو عويل، ولا طعنا في عدو أو خليل ومازلت أتعجب من تقبله الهزيمة حتى ظننته سيقرأ “ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل” وهدأ رجات جمهوره التي كادت تنتفض بآهات ساعة الهزيمة.. ولم يسمح لها إلا بالتحية تحية الجندي المطيع للرئيس الأمريكي الجديد.. رئيس أمريكا كلها وفي لمح البصر.. أتذكر أوجها من التنافس الانتخابي البرلماني أو الجماعي.. عندنا في المغرب.. إلا من رحم الله
قواميس شتائم.. ودعاميس مكائد..
وأحزاب بلا ضمير ولا رقيب .. وصحافة تكتب لهذه الكفة ثم للأخرى بالنقيض.. تحارب الفساد لفظا.. وتحتويه في حياتها مبدءا وحظا..
تعيب على الناس ما تأتيه.. ولا ترتضى لخصمها ما لنفسها ترتضيه..
إن يسمعوا سبة طاروا بها فرحا، وضخموا قبة حبتها، وجلبوا لها الأنصار والأعوان وشهود زور.. وربما بعض حقائق تستغل لأباطيل..
وإن لم يجدوا أي مثلبة اختلقوا مثالب، وجعلوا من المناقب مقالب ومن الخصوم ثعالب..
فيتكاشفون على النيات حتى تظنهم “أولياء”..
ويتنادون بالإصلاح حتى تظنهم أتقياء..
ويتواعدون بخطط التغيير حتى تظنهم فلاسفة أو فقهاء..
فلا حصان عدا ضبحا ولا مصباح أنار صبحا، ولا ورد أضاع نفحا.. ولوائح جمة واقعها المرير ينضح نضحا.. حتى أتى الجرار فزاد القبح قبحا، وقايض الفلاح لفحا وقدحا.. وصير الساحة أكباشا يتناطحون نطحا.. وما كدت أحب الحمار وهو رمز شعار حزب أوباما يوما حتى أغراني به أدب الانتخاب عند ماكين الرئيس المهزوم مرشح حزب الفيل حيث اعترف له بركلة حافره القاسي.. فقلت مقتبسا من ديوان المآسي..
أمر على الحمار حمار باما *** أقبل ذا الحمار وذا الحمارا
وما حب الحميرشغفن قلبي *** ولكن فعل من حيا الحمارا..
وأستغفر الله العظيم