الإسهال عند الأطفال

يتعرض الطفل في سنوات حياته الأولى للعديد من الحالات المرضية، ويأتي في مقدمتها حالات الإسهال، وتظل الأم في حيرة من أمرها أمام هذا الداء، كيف تتصرف معه؟ ومتى تصطحب وليدها إلى عيادة طبيب الأطفال؟ وما هي الإسعافات الأولية الممكن تقديمها في المنزل؟ إلى غير ذلك من الاستفسارات الوجيهة التي تحتاج إلى توضيح وشرح.
الإسهال أو التهاب الأمعاء هو الزيادة الكبيرة في كمية وليونة البراز، فيكون البراز سائلا غير متماسك، وتزيد عدد مرات التبرز لتصل إلى 3 مرات أو أكثر يوميا.
ويتسبب الإسهال في وفات حوالي 5 ملايين طفل سنويا في العالم، وهو أكثر أسباب وفايات الأطفال، ويعتبر من المشاكل الصحية في البلدان النامية.
التنصيف:
1- إسهال يسير: 4 إلى 6 مرات في اليوم.
2- إسهال متوسط: 6 إلى 10 سنوات مرات في اليوم.
3- إسهال شديد: أكثر من عشر مرات في اليوم.
أسباب الإسهال:
– إصابة الجهاز الهضمي بالجراثيم
العدوى الفيروسية: مثل “الروتافيروس” وتمثل أكثر أسباب الإسهال خاصة عند الأطفال أقل من 5 سنوات، وتزداد احتماليته في فصل الشتاء، ويتميز الإسهال في هذه الحالة بكونه يسيرا ومائيا ومؤقتا، وغالبا ما يكون مصحوبا بتقيؤ وارتفاع طفيف في درجة الحرارة تصل إلى أقل من 38,5 درجة مئوية.
العدوى البكتيرية: مثل “السلمونيلا” و”الشيجلة”، يتميز هذا النوع من الإسهال بشدته واحتوائه على دم أو مخاط ويكون مصحوبا بارتفاع شديد في درجة الحرارة تصل إلى أكثر من 38,5 درجة مئوية وتقيؤ، يمكن تحديد نوع البكتيريا المسببة للإسهال عن طريق إجراء مزرعة براز.
العدوى الطفيلية: يتميز هذا النوع عن سابقيه بعدم ارتفاع في درجة الحرارة ولا يصاحبه تقيؤ، ويتم التشخيص الدقيق له عن طريق إجراء تحليل البراز لمعرفة نوع الطفيل المسبب للإسهال والذي يكون غالبا طفيل “الجيارديا” أو “الأميبيا”.
– الإسهال المصاحب لبعض الأمراض: كالتهاب اللوزتين (الحلاقم) والأذن الوسطى والتهاب مجرى البول.. ويكون الإسهال يسيرا.
– الإسهال المصاحب لبعض الأدوية: أغلب المضادات الحيوية خاصة “الأمبيسلين” يمكن أن تؤدي إلى حدوث إسهال، كذلك الفيتامينات إذا أخذت بجرعة زائدة.
– الإسهال نتيجة الغذاء
أحيانا يحدث الإسهال عقب تغيير نوع اللبن الذي يتناوله الطفل أو إضافة نوع جديد من الطعام.
الأعراض المصاحبة للإسهال
• القيء.
• الاحمرار الشديد حول فتحة الشرج (موضع التبرز).
• آلام البطن.
• أحيانا يظهر في البراز دم أو مخاط (خراطة المصارن).
• الجفاف: ويعد من أخطر مضاعفات الإسهال.

أعراض الجفاف
– العطش.
– بكاء الطفل بدون دموع.
– انخفاض اليافوخ، واليافوخ هو الجزء اللين من رأس الطفل، وكلما انخفض دلَّ ذلك على شدة الجفاف، يحدث ذلك عند الأطفال البالغين أقل من 18 شهرا.
– غور العينين (دخول العينين).
– جفاف الأغشية المخاطية: مثل اللسان والشفاه.
– فقدان الجلد لمرونته: تختبر مرونة الجلد بالشد الخفيف لجلد البطن أو الرقبة بين أصبعين، وتأخر عودته للإستواء.
– قلة مرات التبول عن الوضع الطبيعي.
– فقدان الشهية.
– فقدان الوزن.
– تغير حالة الوعي: مثل تهيج الطفل، النعاس، أو فقدان الوعي، وهي من العلامات الخطيرة.
– ارتفاع درجة الحرارة.
– سرعة ضربات القلب.
متى يجب الإتصال بالطبيب في حالات الإسهال
• ظهور أعراض الجفاف.
• إذا استمر الإسهال أكثر من سبعة أيام.
• إذا كان الطفل يعاني من مغص وتشنجات معوية قاسية (وجع)، وصاحب ذلك حمى بدرجة حرارة مرتفعة.
• احتواء البراز على مخاط أو دم.

العلاج
 علاج الإسهال والإجتفاف
*حالة الإسهال الشديدة أو المتوسطة المصحوبة بقيئ مع فقدان أكثر من 10% من وزن الطفل:
تتم المعالجة عن طريق الوريد مع حذف التغذية.
*حالات الإسهال اليسيرة أو المتوسطة مع فقدان أقل من 10% من وزن الطفل:
 الأطفال الرضع
– الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية
يحتوي لبن الأم على كثير من المواد النافعة التي تساعد على استعادة الغشاء المبطن للأمعاء وعلى مواد أخرى مقاومة للبكتيريا، لذلك فأفضل ما يمكن تقديمه للطفل الرضيع المصاب بالإسهال هو لبن الأم بأي كمية كانت، وفي أي وقت، وقد يتطلب الأمر إضافة قدر من محلول معالجة الجفاف (الأملاح) للمساعدة في تعويض الفاقد.
– الأطفال الذين يعتمدون على اللبن الصناعي
منح أمعاء الطفل الفرصة لتستريح، وذلك بحذف حليب الرضاعة من برنامجه لبضعة أيام، -لأن البروتينات الموجودة في حليب الأبقار تتسبب في تهيج غشاء الأمعاء- واستبداله بمحلول معالجة الجفاف أو السوائل، وقد يحتاج الطفل إلى إعطائه حليبا خال من “اللاكتوز” أو حليب الصويا (حليب الألفاري) إذا لم بعد ثلاثة أيام.
 الأطفال الأكبر سنا: (ستة أشهر فما فوق)
في الـ 24 ساعة الأولى يعطى بطاطس مهروسة أو جزر أو أرز مسلوق أو مطحون أو ماء الأرز المسلوق أو الموز أو التفاح، ثم يتم إضافة أطعمة أخرى تدريجيا في الـ 48 ساعة التالية حسب شهية الطفل، ويجب تجنب الأطعمة التي تحتوي على كمية كبيرة من السكريات والدهون، كما يفضل تفادي منتجات الألبان (جبن، ياغورت…) لمدة 3 – 7 أيام ويعود أغلب الأطفال إلى عادات الأكل الطبيعية لهم بعد توقف الإسهال بحوالي 3 أيام.
علاج التقيؤ
حينما يفاجئ الطفل والديه بالتقيؤ الذي يصاحب الإسهال يجب تركه لمدة نصف ساعة ثم إعطاؤه بعد ذلك ملعقة واحدة من المحاليل (الأملاح)، فإذا تقبلها ولم يتقيأها يعطى ملعقة أخرى بعد خمس دقائق، وهكذا تتكرر الجرعات بحيث تزداد كمية المحلول عن المرة التي سبقتها، وبعد أربع جرعات يجب التوقف نحو نصف ساعة لإراحة الطفل المريض، ومن تم معاودة إمداده بالمحاليل مرة أخرى.
 العلاج بالمضادات الحيوية
معظم حالات الإسهال تسببها الفيروسات وبالتالي لا يحتاج علاجها لمضادات حيوية ولكن في حالات خاصة جدا يقرر الطبيب علاج الطفل بواسطتها.

الوقاية من الإسهال
– الاهتمام بالرضاعة الطبيعية.
– الاهتمام بنظافة الطعام والماء الذي يتناوله الطفل.
– الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين باستمرار.
– يوصى بإعطاء تطعيم (لقاح) ضد بكتريا “السالمونيلا” المسببة للإسهال وحمى “التيفويد”.
– الصرف الصحي للفضلات والمخلفات.
– تأمين المياه الصحية الصالحة للشرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *