جاء في القرآن الكريم قوله تعالى في سورة الواقعة مقدماً الفاكهة على اللحم: {وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ، وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ} الواقعة20، وجاء في سورة الطور {وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة فإنه بركة”. رواه الترمذي.
إن تناول الفاكهة قبل الوجبة الغذائية له فوائد صحية جيدة، لأن الفاكهة تحوي على أنواع من السكر سهل الهضم وسريع الامتصاص، فالأمعاء تمتص هذا النوع من السكر في مدة قصيرة تقدر بالدقائق فيرتوي الجسم وتزول أعراض الجوع ونقص السكر، في حين أن الذي يملأ معدته مباشرة بالطعام المتنوع يحتاج إلى ما يقارب ثلاثة ساعات حتى تمتص أمعاؤه ما يكون في غذائه من سكر، وتبقى عنده أعراض الجوع لفترة أطول. إن هذه الأنواع من السكر بالإضافة إلى أنها سهلة الهضم والامتصاص فهي أيضا مصدر للطاقة الأساسي لخلايا الجسد المختلفة.
ومن هذه الخلايا التي تستفيد استفادة سريعة من هذه الأنواع من السكر خلايا جدر الأمعاء والزغابات المعوية، حيث تنشط بسرعة عندما يصلها السكر الموجودة بالفاكهة، وتستعد للقيام بوظيفتها على أتم وجه في امتصاص مختلف أنواع الطعام التي يأكلها الشخص بعد الفاكهة. وربما كانت هذه هي الحكمة من تقديم الفاكهة على اللحم في الآيات القرآنية الكريمة وفي الحديث الشريف. (عن كتاب مع الطب في القرآن الكريم تأليف الدكتور عبد الحميد دياب الدكتور أحمد قرقوز، بتصرف يسير).