ويستمر الحقد العلماني على كل ما هو شرعي وإسلامي رد على مقال”إغلاق دور القرآن، بين حقوق الإنسان ومشاغل طالبان” الاتحاد الاشتراكي مولاي رشيد مومن الإدريسي

مما لا يخفى أن الغلط من طبائع البشر، بل إن الإصرار عليه يكاد يكون -في أحيان ما- طبعا آخر من طبائعهم الإنسانية الناقصة، لكن ثمة فرقا بين “الغلط” و”المغالطة” ذلك أن الغلط سببه الجهل، أو عدم إدراك الحقائق على حقيقتها، أما المغالطة فإنها تحمل معنى الجهل المركب، والتمادي في الغلط إلى منتهاه بحيث تغلق على صاحبها أبواب الرجوع، أو حتى التفكير به!

هكذا حال صاحب مقال: “إغلاق دور القرآن، بين حقوق الإنسان ومشاغل طالبان” الذي نشرته يومية الاتحاد الاشتراكي العدد 9069 حيث وقع في الإجحاف والاعتساف وهو يظن موافقته للإنصاف! من خلال تكراره لما جرى إثر قضية إغلاق دور القرآن المظلومة في الساحة الدينية والإعلامية وفي ثنايا ذلك لمز وطعن واتهامات، وكلمات واهنة ردية، وضعيفة غير ملية، كأن الكاتب لا يرى إلا نفسه! ولا يؤمن إلا بقلمه! ويكأنه ابن بجدتها وأبو نجدتها! وإليك بعض ذلك من البيان:
1- تكرار الإدعاء بأن المدارس القرآنية تابعة للدكتور المغراوي مباشرة أو عبر وسائط مع أن هذه الدور مستقلة في برامجها وفي أوراقها “القانونية”، والذي يجمع بينها وبين الدكتور كما يجمع بينها وبين من سبق من العلماء من قديم ومنهم السادة المالكية: النصرة للكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، فعلام هذه المغالطة المكشوفة!
لكن لا مناص عند من يهوى الإسهام بالطعن على دور القرآن المباركة من جعل ذلك أصلا لما سيفرع بعد من اللغط!
ولكن: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}..
2- إلقاء الاتهامات جزافا على دور القرآن ونشاطاتها الدينية دون بينة ولا برهان – من خلال الأصل الفاسد الذي سبق تأصيله!- كالرمي – تصريحا أو تلميحا – بالتشدد والتفجير والتكفير.. مما ينم عن جهل وزور متوارث، بله حقد وكيد علماني سافر على الدعوة السلفية المباركة التي عرف الرواد على مدارسها الدينية الرفق من القيمين عليها والدعوة بالتي هي أحسن، وصدى رفضهم الشديد لإغلاقها وبكائهم وحزنهم على ذلك أكبر دليل، وإلا فاكشف لنا عن ماهية هذا التشدد وحده!
أما الرمي بالخارجية فنقول: طالما حارب أرباب دور القرآن دعاة التكفير والتفجير وبينوا على وجه التحذير والتنفير ما ينتج عن ذلك من واقع مرير حتى اتهموا من بعض الناس بالعمالة والإرجاء المشين!
3- لا زال الجهل المركب يفعل في صاحبنا الأفاعيل دفاعا عن فكرته الباطلة، وتثبيتا لرؤيته المهلهلة! ليصل إلى مبتغاه المأفون متكئا على فتوى الدكتور المعلومة واصفا إياها بالفاضحة…الشاذة… مع أن المسألة مجمع عليها بين العلماء، ولا تخالف المبسوط في المدونة إعمالا للنظر المنوط بأهل القضاء، على أن وسمها بالفتوى تسامح مقبول في صنعة الفقهاء، وإلا فلا يعدوا الأمر أن يكون تفسيرا لآية قرآنية لا غير، أما إنزالها على الواقع فشيء آخر وهذا ما يعرف عند الأصوليين بـ” تحقيق المناط “، لكن هكذا حال من لم يشم رائحة العلم والدراية.. والله المستعان.
4- من العجيب إدعاؤه أن من تعاطف مع الدكتور في فتواه قد تنسموا نسمة من الأكسجين، وتنفسوا الصعداء لإغلاق دور القرآن بعد اختناقهم مما حدث وجرى، وأنه لم يعدوا دفاعهم عن القضية أن ذكروا جملا غير تامة حتى لا يهربوا من واجب النصرة.
سبحانك هذا بهتان عظيم، وكأن هذا الإنسان لا يدري ما يخرج من رأسه، بل الأمر كذلك، فكيف يدعي مثل هذا، ووالله إن كل من يعرف هذه الدور من السلفيين وغير السلفيين لمحزونون مهمومون من إغلاق هذه الدور لما كانت تبذله من جهد جهيد في الدعوة إلى كتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وما الاختناق إلا من إغلاقها وحرمان الرواد عليها نساء ورجالا كبارا وصغارا من حفظ القرآن وتعلم سنة النبي العدنان عليه الصلاة والسلام، أما الدفاع عن الدكتور فقد كان دفاعا صريحا لا التواء فيه ولا هروب لأنه أصالة دفاع عن السنة لا عن شخص الدكتور مع ما سبق بيانه فيما يخص تحقيق مناط ذلك.
5- لا تزال الاتهامات مبذولة على عواهنها دون حياء، و إذا لم تستحي فادعي ما شئت، وسود من الدعاوى ما تريد، فها هو يزعم أن المدافعين عن هذه الدور والمتعاطفين معها يتمسحون باسمها فهي دور للقرآن، وكأنهم اتخذوا القرآن مطية لتمرير ما هم عليه من الضلال! والدفاع عنه!! وهذا زعم باطل، ودعوى قبيحة فما عرفت هذه الدور أساسا إلا بتحفيظ كتاب الله تعالى لمختلف الطبقات ذكورا وإناثا فكم ختم منهم حفظه، وكم منهم عرف كيفية تلاوته حق التلاوة، وكم منهم من عرف معانيه، وكم هي الأعداد المقبلة على ذلك من تلاميذ المدارس الحكومية في فصل الصيف خصوصا، وكم شنفت أسماع الرواد على هذه الدور بالأصوات الندية الحسنة التي ترتل كتاب ربها وهلم جرا، وليس الخبر كالمعاينة، وإذا كانت عند الكاتب مسكة من عقل، ولمحة من إنصاف فليسأل الساكنة المجاورة لدور القرآن فحسب..لكن حاله وحال أمثاله من الحاقدين على هذه المنابر العلمية ممن يجمعهم خبث الدوافع، والسوء الناقع يخشون مواجهة هذه الحقيقة..
فأي حقوق تدعى للإنسان؟!، وما علاقة هذه الدور بطالبان؟!، لكن ماذا نقول فيمن فتحت له صفحات الجرائد، ليسود ما أملته عليه نفسه الأمارة بالسوء من ظلم وعدوان وبغي، خارجا عن حقائق الحصافة إلى الطرائق المشؤمة للصحافة!!.
وما من كاتب إلا سيلقى *** غداة الحشر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء *** يسرك يوم القيامة أن تراه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *