الآن بدأت الحرب الحقيقية والفائز.. من سيعيد بناء غزة أحمد السالمي

بعد المعاناة التي واجهها الكيان الصهيوني جراء المقاومة الإسلامية الضارية في قطاع غزة، وأفول نجمه وسمعته في جل دول العالم بسبب جرائم الحرب التي اقترفها، وافتضاح التواطؤ الأمريكي الأوروبي الصهيوني، عزم الصهاينة وحلفاؤهم على تحقيق النصر في المعركة السياسية القادمة والمتمثلة في إعادة إعمار غزة.

فعملية إعادة إعمار قطاع غزة الذي دمره العدوان الصهيوني وقدرت نسبة الخسائر المباشرة فيه بأزيد من 2.5 مليار دولار، تحولت إلى “ساحة حرب جديدة” على سكان القطاع، فقد أوردت صحيفة “تايمز” أن “إسرائيل ستبدأ حربا أخرى غير مباشرة على غزة عبر التدخل في إعادة الإعمار، وذلك بالتحكم في نوع المساعدات وحجمها وطريقة دخولها”.
وأضافت أن “إسرائيل تستغل سيطرتها على المعابر المؤدية إلى القطاع من أجل إضعاف حركة المقاومة الإسلامية والحكومة الفلسطينية المقالة، وتقرير ما يجوز وما لا يجوز أن يدخل إلى القطاع من مساعدات..، وأكدت أنه على وكالات الأمم المتحدة أن تضمن عدم استغلال المواد التي تدخل غزة لتسليح حماس”.
علما أن الاتحاد الأوروبي ساند الكيان الصهيوني كعادته في هذا الشرط، وأكد أن المقاومة الإسلامية يجب ألا تتسلم أي مساعدة “إلا إذا تخلت عن العنف”، مشيراً إلى أن “القول أسهل من الفعل في هذا المجال”.
وفي ذات السياق، أعلن رئيس الوزراء الصهيوني “أيهود أولمرت” أنه “لا يجب السماح للمقاومة بقيادة عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة ما سيمنحها شرعية” -على حد تعبيره-.
وأضاف أن: “إسرائيل ستعمل على أن تتولى إعادة الإعمار منظمات دولية بالتعاون مع الأمم المتحدة ومصر والسلطة الفلسطينية”.
وتابع: “بهذه الشروط فقط ستتعاون إسرائيل بشكل كامل مع هذه العملية الرامية إلى مساعدة المدنيين الأبرياء”. -على حد كذبه-.
من جهتها تأمل الولايات المتحدة الأمريكية إلى استخدام ورقة إعادة الإعمار لإضعاف سيطرة المقاومة الإسلامية على قطاع غزة وسرقة الانتصار منها، ليعود الفضل في إعادة الإعمار للسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، وأعرب مسؤول أمريكي بقوله: “نحن لا نريد بالتأكيد أن تستفيد حماس من برنامج إعادة الإعمار، ونحن لا نريد بالتأكيد أن يذهب أي جزء من هذه الأموال إلى حماس أو عبر حماس، وتابع “أما على الجانب الإيجابي فنحن أيضا نريد أن تنال الحكومة الفلسطينية الشرعية والتقدير والفضل في هذا، وأن تتمكن أيضا من استعادة حضورها في غزة وستعارض حماس هذا بالتأكيد، ومن ثم فستكون هذه مسألة صعبة”.
وقد أجرى رئيس وزراء السلطة الفلسطينية سلام فياض اتصالات مع المانحين، وقال: “إن المعونات المطلوبة لإعادة الإعمار ينبغي أن تمر من خلال السلطة الفلسطينية”، واضعا توفير الإسكان لمن شردهم القتال على رأس أولوياته.
وقال مسؤولون أميركيون إن “من بين المسائل الحيوية الطريقة التي سينظر بها الفلسطينيون إلى الهجوم الإسرائيلي بعد انتهائه”، وقال “من المستحسن أن يلقي الناس في غزة -بأعداد كبيرة- اللوم على حماس في الدخول في هذا الصراع”. ومنه ستجد المقاومة الإسلامية صعوبة بالغة في رفض المعونة في وقت تشتد الحاجة إليها.
وقال دبلوماسي غربي “من سيعيد بناء غزة أيا كان.. هو الفائز”، ووصف الحرب التي خاضها الكيان الصهيوني في لبنان سنة 2006 أنها درس بالغ الدلالة لواشنطن بشأن المخاطر السياسية لعدم التحرك بسرعة كافية لإعادة الإعمار.
كل ما ذكر يفيد أن ملف إعمار غزة سيستعمله الكيان الصهيوني ورقة لكسب ما أخفقت آلته الحربية في تحقيقه من خلال الدمار الذي استمر طيلة 23 يوما، ولا شك أن ذلك لن يتم إلا بالتواطؤ مرة أخرى مع العلمانيين في السلطة الفلسطينية وبعض المسئولين في البلدان الإسلامية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *