التشكيك في أحداث 11 شتنبر 2001م يماثل التشكيك في الهولوكست عند الدولة الراعية للعلمانية في العالم؟ أليس هذا جريمة في حق التعبير؟ إبراهيم الوزاني

قال وزير الدفاع الفرنسي “إيرفيه موران” إنه منذ أيام أقال أحد أساتذة المدرسة الحربية برتبة رائد في البحرية من جنود الاحتياط الفرنسيين على خلفية تشكيكه في مسئولية تنظيم القاعدة عن هجمات 11 من شتنبر، بحجة أن من يكوِّن العسكريين الفرنسيين لا يمكنه أن يحرف التاريخ.
الرائد “إيمريك شوبراد” هو باحث سياسي فرنسي وأستاذ للدراسات الجيوسياسية بجامعة السربون صدر له في نهاية شهر الماضي كتاب بعنوان “Chronique du choc des civilisations”، يتحدث عن صدام بين الحضارات وهو موضوع المشكلة، حيث صرح فيه أن لديه شكوكا بالرواية الرسمية الغربية بأن القاعدة هي التي نفذت اعتداءات 11 من شتنبر، فكان عقابه الطرد من عمله.
يقول “شوبراد”: “لقد تجرأت على المس بأحد المحرمات في فرنسا خلال حديثي عن فرضيات متعددة لاعتداءات 11 من شتنبر التي تبدو لي أنها علمية وذات مصداقية، وأعرف أن ما أصابني سببه اللوبي المقرب من أمريكا و”إسرائيل” في فرنسا، وللأسف فقد أطاع وزير الدفاع أوامر هذا اللوبي”.
وصرح “شوبراد” أن هناك “عدة رؤوس سقطت قبلي لأنها فكرت بالطريقة نفسها، ومنها الصحفي “ريتشارد لابفيير”(1) الذي فُصِل من إذاعة فرنسا الدولية لأنه تكلم بجرأة عن المأساة الفلسطينية، إضافة إلى كتاب وعلماء آخرين تناولوا مسائل تعتبر من المحرمات، لأنها تتحدث عن حقيقة اللوبيات وسيطرتها على فرنسا.
“شوبراد” سيتقدم بشكوى إلى القضاء الفرنسي ضد وزير الدفاع لأنه أقاله من دون الرجوع إلى القوانين الفرنسية من جهة، ولأن القضية تعتبر طعنا بحرية التعبير من جهة ثانية على حد قوله.
فهل العلمانية الفرنسية تتعارض مع حرية التعبير؟
تعتبر فرنسا رائدة العلمانية في العالم وفي دعوتها لحرية التعبير، بل ويحلو للكثير أن يسميها بلد الحريات، وهي التي أعلنت عداءها للكثير من الأقلام الحرة التي عارضت أو شككت في أمور صارت حقائق عند الغرب العلماني..، فهل انتكست فرنسا عن مثلها التي قررها فلاسفة النهضة وعصر الأنوار، أم أن الحرية تغيب إذا ما تعلق الأمر بمس بالقضايا القومية والإستراتيجية للدول المحتكرة للقرار في العالم؟
فالكاتب “روجي غارودي” لما شكك في محرقة الهولوكست وجد أنواعا من التضييق والإكراه.
وحجاب المرأة المسلمة لما صار رمزا من رموز الإسلام في المجتمع الفرنسي العلماني اللاديني حورب ومنع من المدارس والجامعات وضيق على المتحجبات في مجال العمل، مع أنه يدخل في إطار الحرية الفردية التي يقدسها الفكر العلماني..
و”إيمريك شوبراد” لما شكك في ارتباط القاعدة بأحداث 11 من شتنبر، و”ريتشارد لابفيير” عندما فضح تورط فرنسا وأمريكا في القرار الأممي رقم: 1959 وغيرهما كثير..، وفي المقابل يتم الاحتفاء بأعداء الإسلام والدين، ويوشحون صدورهم بالأوسمة، ويكرمونهم بالجوائز باسم حرية التعبير والإبداع!
هذه الازدواجية إن دلت على شيء فإنما تدل على أن اللوبي اليهودي والمصالح الاقتصادية هي التي تحدد مواقف وسياسات الدول، لأن البحث في علاقة القاعدة بأحداث الحادي عشر من شتنبر وإظهار خباياها، من شأنه أن يسقط مسوغات الحرب العالمية على الإرهاب، كما أن تفنيد أسطورة الهولوكست سيسقط المسوغ والسند الخرافي الذي يتحكم به الصهاينة في الكثير من قرارات وحكومات العالم..
لقد استطاع اليهود عبر سنين عديدة جعل معاداة السامية مخالفا للقانون الدولي وبعض القوانين الوطنية للدول الغربية ومنه التشكيك في المحرقة، وجاء الدور على التشكيك في ارتباط القاعدة بأحداث 11 من شتنبر ليعتبر هو أيضا جريمة يعاقب عليها من يرفض الهمجية الغربية على المسلمين باسم الحملة العالمية لمحاربة الإرهاب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الذي ألف كتاب “التحول الكبير” وتكلم فيه عن خفايا القرار الأممي رقم 1959 الذي ينص على الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية خارج لبنان، وبتخلي كل الميلشيات عن أسلحتها، وأن من ورائه فرنسا وأمريكا للإطاحة بالوجود السوري في لبنان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *