من الذكر الذي سنه لنا النبي صلى الله عليه وسلم ما ورد في الحديث عن مروان بن المقفع قال: رأيت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقبض على لحيته، فيقطع ما زاد على الكف قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطرقال: “ذهب الظمأ، وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله عز وجل”.
أخرجه أبو داود في سنته في كتاب الصوم باب: القول عند الإفطار 2/302، والحاكم في مستدركه وقال صحيح على شرط الشيخين 1/584، والدارقطني في سنته 2/185 وحسن إسناده، وحسنه الألباني كما في صحيح سنن أبي داود 2/449 رحمه الله على الجميع.
قول عبد الله بن عمر رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا أفطر): أي عند الإفطار. انظر تحفة الأحوذي 3/261، ونيل الأوطار 4/301، وقيل: بعد الإفطار، انظر عون المعبود 6/345، والأول أولى والله أعلم.
(ذهب الظمأ): قال النووي رحمه الله: “الظمأ مهموز الآخر مقصور: وهو العطش، قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ)” الأذكار 421.
(وابتلت العروق): أي تزول اليبوسة الحاصلة بالعطش. عون المعبود 6/345.
(وثبت الأجر): أي زال التعب وحصل الثواب وهذا حث على العبادات، عون المعبود 6/345.
بعد قوله (ذهب الظمأ): استبشار منه لأنه من فاز ببغيته ونال مطلوبه بعد التعب والنصب وأراد اللذة بما أدركه ذكر له تلك المشقة” فيض القدير 5/107.
(إن شاء الله) متعلق بالأخير على سبيل التَّرك..أو لئلا يجزم كل أحد، فإن ثبوت أجر الأفراد تحت المشيئة. انظر عون المعبود 6/346.
في تاريخ دمشق 40/61 كان أبو بشر يقول سمعت عدي بن أرطأ يخطب بعد انقضاء شهر رمضان يقول: كأن كبدا لم تظمأ، وكأن عينا لم تسهر، فقد ذهب الظمأ وبقي الأجر، فيا ليت شعري من المقبول منا فنهنِّيه، ومن المردود منا فنعزِّيه، فأما أنت أيها المقبول فهنيئا هنيئا، وأما أنت أيها المردود فيجبر الله مصيبتك، ثم يبكي ويبكي”.
قال الناظم:
وسن في الفطر الدعا بما ورد *** إذ دعوة الصائم فيه لا ترد