نشأة العنصرية اليهودية

العنصرية هي عقيدة تستند إلى أسطورة مناقضة للدين الحق والعلم الصحيح، حول تفوق أو نقص هذه الأجناس أو تلك، محاولة بذلك تبرير السياسة العدوانية ضد الكائن البشري التي تقوم على الاغتصاب والإرهاب والاستعباد. (الصهيونية والعنصرية 1/52).

وقد نشأت العنصرية اليهودية بعد انحراف اليهودية عن المنهج الإلهي الحق، منذ بدأ تحريف دستورها التوراة على يد الأحبار والكتَبة اليهود برئاسة عزرا الوراق، إبان فترة السبي البابلي (العراق) فيما بين عامي 586-538 ق م.
ويرجع تحريف اليهودية إلى سبب عنصري وهو أن اليهود حين رأوا -في أثناء الأسر في بابل- إدبار الدنيا عنهم بزوال ملكهم وخشيتهم من إقبالها على بني عمومهم (العرب) نسل إسماعيل عليه السلام بالذات كما وعدتهم التوراة الأصلية، حيث تحوي أخبارا كثيرة عن الإسماعليين (العرب)، وعلى رأسها البشارة ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: “الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ”.
حين رأى اليهود ذلك تفجرت العنصرية عندهم، ومن هنا رأوا أن يحتفظوا بكيان مستقل إلى الأبد، حيث شكلوا لجنة العلماء التي ابتدأت تحريف دستور الديانة اليهودية التوراة الذي ارتكز على المبادئ العنصرية الآتية:
1- الله إله واحد ولكنه ليس للعالمين، وإنما لبني إسرائيل فقط.
2- شريعة التوراة أنزلها الله تعالى ولكن ليس للعالمين وإنما لبني إسرائيل فقط.
3- النبي المنتظر الذي أخبر عن مجيئه أنبياء بني إسرائيل -عليهم السلام- سوف يأتي، ولكن ربما يكون من بني إسرائيل لا من بني إسماعيل العرب.
4- الوعود الإلهية المتكررة بتمليك بني إسرائيل ما بين النيل والفرات.
5- العنصر اليهودي اختاره الله تعالى وحده دون سائر العناصر البشرية الأخرى.
6- تبرير أعمال اليهود الإفسادية فيما يستقبل من الزمان. (انظر التوراة السامرية، دراسة في الأناجيل الأربعة والتوراة ص:140-143).
ونتيجة لهذا التحريف الذي دخل العهد القديم فقد اصطبغت أكثرية أسفاره بصبغة عنصرية مقيتة، حيث عبث اليهود بالتعاليم الشرعية زيادة وحذفا، ونسبت تلك الأسفار إلى الله تعالى، كل ذلك لينحتوا دينا قوميا يعتمد على المبادئ العنصرية والتي ترمي إلى تمجيد الجنس اليهودي دون سواه من الأجناس البشرية الأخرى.
فرغم أن العنصرية اليهودية ليست أقدم العنصريات المعروفة في العالم كالعنصرية اليونانية والرومانية والفارسية.. إلا أنها ليست وليدة العصر الحديث الذي انبثقت فيه الصهيونية ولكن عمرها قديم يزيد على 2500 سنة. (العنصرية اليهودية 1/58-67).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *