أقبل أفضل الشهور.. بعد انتظارنا شهور!
ترى! أما اشتاقت القلوب إلى مناجاة الغفور؟
أما ضاقت النفوس بالذنوب والفجور؟
أما تاقت إلى معالي الأمور؟
“وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ” الزمر54
أم الترتيبات على أوجها حول روائح القدور؟
والبعض منا همّه ما لذَّ وطاب على موائد الفطور!
والبعض الآخر غفل عن بركة السحور!
“كُلواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ” الأعراف31.
تعسا لعباد البطون! ففي الحديث: “ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه”
أما أثرت فيها السّمون؟
أم ضاعت عليهم سِنون؟
أمَّا عشاق المفسديون.. فإنهم في كل واد يهيمون، يقلبون ويقلبون!؟
هراء!.. عما يبحثون..!؟
أما فسدت عليهم القلوب والعيون؟
تبا لمن ركب بحر الأوهام والظنون..
ولله نشكو هذا التمزق.. والتفرق في ملتقى الطرق.
كلنا يفرح بقدوم رمضان، لكن النوايا تكشف خبايا الأجنان. شتان! شتان!
بين قلوب معلقة ببيوت الرحمن!
وقلوب علا عليها الران..!؟
ألا ترغب في أن تفرح فرحتان؟
فالتتنزه عن كل ما هو فان. يا فرحان!
اغتنم “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ” البقرة 185.
وحصن الثغر عن فحش الكلام.. وآفات اللسان.. “إذا كان يوم صيام أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم”.
وروض اللسان على التغني بالقرآن..، تحضى بمعية السفرة الكرام.. وتذق حلاوة الإيمان، لتجزى بها مغفرة ورضوان، مصداقا لقول النبي العدنان صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه”.
وتبتهج يومئذ عند لقاء الدّيان، سالكا سبيل الريان..
وأخيرا.. تفز بولوج الجنان:”أدخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون” الأعراف:41.
أم أيوب