“أضر ما يكون من المعاصي على أصحابها ضرورة عاجلة بعد الزنا هو الخمر الذي يهيج المعدة فيسبب القيء، ثم يسبب التهابات مزمنة فيها وأخيرًا يتلف الكبد تدريجيًا، ثم يكون بعده الاستسقاء القاتل، ومن أدمن الخمر تصلبت شرايينه وتأثر بها قلبه وكلاؤه ومخه وضعف جسمه ضعفًا يعجز معه عن مقاومة الأمراض المعدية.. ويفسد عقله ومزاجه ويذهب ماله وكرامته” (إصلاح المجتمع).
قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ” (المائدة).
فقد نهى الله عز وجل في هذه الآية عن الخمر وحذر منها وفي الحديث: (اجتنبوا الخمر فإنها مفتاح كل شر) (أخرجه الحاكم وغيره، انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة 2798) فمن لم يجتنبها فقد عصى الله ورسوله.
وعن الزهري قال: حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أن أباه قال: سمعت عثمان يقول: اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث فإنه كان رجل ممن خلا قبلكم يتعبد ويعتزل الناس فذكر مثله قال: فاجتنبوا الخمر فإنه والله لا يجتمع والإيمان أبدا إلا يوشك أحدهما أن يخرج صاحبه. صحيح سنن النسائي 2667.
وقد لعن شاربها في عدة أحاديث ففي الحديث الصحيح: (إن الله لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومبتاعها وشاربها وآكل ثمنها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها ومستقيها). (رواه الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم، انظر الترغيب والترهيب 2360).
والخمر ما خامر العقل أي غطاه سواء كان رطبًا أو يابسًا أو مأكولا أو مشروبًا وكل مسكر خمر، وكل خمر حرام.
وللخمر أضرار كثيرة على الصحة والمال والدين والدنيا والآخرة ذكرها الإمام ابن القيم في كتابه (حادي الأرواح) والذهبي في (الكبائر) نذكر في هذا المقام منها:
1- أن الخمر تغتال العقل.
2- تكثر اللغو على شاربها.
3- تنزف المال وتصدع الرأس.
4- هي رجس من عمل الشيطان.
5- توقع العداوة والبغضاء بين الناس.
6- تصد عن ذكر الله وعن الصلاة.
7- تدعو إلى الزنا وربما دعت إلى الوقوع على البنت والأخت وذوات المحارم.
8- تذهب الغيرة من قلب شاربها.
9- تورث الخزي والندامة والفضيحة.
10- تلحق شاربها بأنقص نوع الإنسان وهم المجانين.
11- تسلبه أحسن الأسماء والسمات.
12- وتكسوه أقبح الأسماء والصفات.
13- تسبب قتل النفس وإفشاء السر الذي في إفشائه مضرته وهلاكه.
14- تهتك الأستار وتظهر الأسرار.
15- تهون ارتكاب القبائح والإثم.
16- تخرج من القلب تعظيم المحارم.
17- المداوم على شربها كعابد وثن.
18- أنها جماع الإثم ومفتاح الشر وسلابة النعم وجلابة النقم.
19- أن من شربها في الدنيا لم يشربها في الآخرة.
20- أن مدمنها إذا مات ولم يتب لا يدخل الجنة.
21- أن من شرب الخمر لا يكون مؤمنًا حين يشربها.
22- أن شارب الخمر عليه الحد ثمانون جلدة.
اللهم تب علينا إنك أنت التواب الرحيم اللهم احفظ مجتمعنا من موجبات غضبك وأليم عقابك، آمين.