إن الأمة المنصورة التي يكتب الله لها النصر والتمكين ويمدها بالعون والتسديد هي المتصفة بما وصفها الله به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير والإيمان، هذه الطائفة تكون قائمة ظاهرة معروفة بين البشر بجهادها واعتصامها بدينها واستمساكها به، وقد جاءت أحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصفها وبيانها، وفيها بشارة وتبشير للإسلام والمسلمين بالعاقبة الحسنة والنصر المبين، فعن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون” البخاري.
وعن ابن جريج قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة -قال- فينزل عيسى ابن مريم، فيقول أميرهم: تعال صلّ لنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء. تكرمة الله هذه الأمة” مسلم.
وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك” مسلم.
وعن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لن يبرح هذا الدين قائما يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة” مسلم.
وعن أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة” مسلم.
وعن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أن عمير بن هانئ حدثه قال سمعت معاوية على المنبر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس” مسلم.
إن هذه الأحاديث التي تبلغ حد التواتر تذكر مواصفات الطائفة المنصورة الغالبة القاهرة الظافرة ومن أبرز أوصافها:
1- أنها على الحق ملتزمة بالدين الصحيح الذي هو الحق وما عداه باطل وضلال، ملتزمة بدين الله عن علم ومعرفة وبرهان ودليل لا تَحيد عنه.
2- أنها قائمة بأمر الله وذلك بحمل راية الدعوة إلى الله ونشر الإسلام والدفاع عنه، قائمة بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، باليد واللسان، والقلب، تبذل الغالي والنفيس من أجل إقامة الدين.
3- أنها المجددة للأمة أمر دينها، هذه الطائفة تحيي ما اندرس من الشرع بإقامة سنة رسول الله وإماتة البدع والخرافات التي يلصقها الناس بالإسلام إما جهلاً وإما كيداً.
4- أنها ظاهرة إلى قيام الساعة، فالطائفة المجددة واضحة بينة ظاهرة معروفة ثابتة على الحق لا تهادن أو تساوم.
5- أنها صابرة مصابرة، لا يضرها من خالفها ولا من ناوأها، عرف أهلها الحق والتزموا به ولم يلتفتوا إلى خلاف المخالفين.
فأصحاب هذه الصفات هم الطلائع وهم المنصورون، نسأل الله العظيم الكريم أن يجعلنا منهم.. (انظر: الخلاصة في أحاديث الطائفة المنصورة)