محاربة الحجاب لون من الحسد الحضاري أحمد السالمي

قال “جلادستون” رئيس وزراء انكلترا في بدايات القرن العشرين: “لن تستقيم حالة الشرق ما لم يرفع الحجاب عن وجه المرأة ويغطى به القرآن”.

وقال القسيس زويمر يبشر المؤتمرين في مؤتمر القاهرة التبشيري 1906م الذي ناقش فيه خطة تنصير العالم الإسلامي، ويوصيهم بجملة وصايا كان آخرها: (أن لا يقطعوا، فمن المحقق أن المسلمين قد نما في قلوبهم الميل إلى علوم الأوربيين، وإلى تحرير المرأة).
وتأتي اليوم العلمانية الحديثة بقيادة فرنسا -ومن يدور في فلكها ممن ينتسبون إلى الإسلام وراثة ويعتنقون دينها دين العلمانية علانية- تروم القضاء على النقاب في دولتها بعدما حاربت الحجاب وبهذا يرتكب العلمانيون خطأ فادحا يُظهر بوضوح بداية انهيار بنيان العلمانية من أساسه، لأن هذه الديانة الوثنية قامت على تأليه الإنسان وتقديس حريته، وكان هذا هو مسوغ انقلابها على دين الكنيسة وحكمها.
ومن ينازع في كون العلمانية دينا، فهو واهم لأن “العلمانية لها قيمها المعلنة، والأديان كذلك، وإذا كانت الأديان تعد من يخرج عن عقائدها كافراً، فإن العلمانية كذلك تحكم عليه بالنفي والإقصاء أو التخلف والرجعية أو الإرهاب، فالعلمانية في هذه الحالة تتحول إلى دين وثني له قيمه وأصوله ورجاله بل وطقوسه أيضاً”.
أما الموقف الغربي من الحجاب لا يمكن تفسيره إلا كلون من الحسد الحضاري، فلماذا المرأة المسلمة لا تزال تحتفظ بعفتها وإنسانيتها؟! لماذا لا تنخرط فيما انخرطت فيه المرأة الغربية من إباحية ومجون؟ أليس الغرب اليوم هو الذي يقود زمام الحضارة؟ ألا ترى المرأة المسلمة كم تقدم الغرب وتفوق؟ لماذا تصر على التحدي والمقاومة؟ لماذا لا تقبل الانصهار في الأنماط الغربية للممارسة الوجودية؟ لماذا تصر على الاستقلال في وجودها وكيانها ورؤيتها وتفكيرها؟ لمَ كل هذا الإصرار على الهوية في عصر العولمة أو قل الأَوْربة أو الأَمْركة؟ لمَ كل هذا التزمت والتعصب؟!! أحمد الطعان

إن بقاء المرأة المسلمة متشبثة بنمط العيش الإسلامي، ممتثلة فيه أمر ربها وسنة نبيها من أهم الأسباب التي تضمن تماسك الأسرة وقدرتها على الصمود أمام قيم العولمة الثقافية، مما يفوت على الغرب استكمال مشروع الهيمنة الشاملة على المجتمعات الإسلامية، ويضمن إمكانية استئناف أمة الإسلام لدورها في قيادة العالم، خصوصا بعد انهيار منظومة الأخلاق والقيم الغربية، مما يؤذن بانهيار حضارتها، وخير دليل على هذا الانهيار: وضعية المرأة الغربية: فقد أكد التقرير الذي نشرته محطة CNN الإخبارية الأمريكية؛ حقيقة انتشار ظاهرة تجارة الرقيق من النساء حول العالم لاستخدامهن في الأعمال الجنسية المحرّمـة، كما أشار التقرير إلى أن معدلات هذه الظاهرة تزيد عاما بعد عام وقد أكد التقرير بناء على أبحاث قام بها فريق بحث مقره جامعة جون هوبكين بالولايات المتحدة أن هناك:
– مليونين امرأة وطفلة يتم بيعهن كعبيد سنويا.
120 – ألف امرأة من أوروبا الشرقية (روسيا والدول الفقيرة التي حولها) يتم تهجيرهن إلى أوروبا الغربية لهذا الغرض الدنيء.
– أكثر من 15 ألف امرأة يتم إرسالهن إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأغلبهن من المكسيك.
– تباع المرأة القادمة من دول شرق آسيا بأمريكا بـ 16 ألف دولار ليتم استخدامها بعد ذلك في دور الفواحش والحانات.
– قرابة 200 ألف فتاة من نيبال، الكثير منهم تحت سن 14 عاما يتم بيعهن كعبيد في الهند سنويا.
– وقرابة 10 آلاف فتاة من الاتحاد السوفييتي المنحل يتم إجبارهن على ممارسة الفاحشة في الكيان الصهيوني.
10 – آلاف طفلة سريلانكية بين السادسة والـ 14 عشر يجبرن على الفاحشة.
وكذلك الحال بالنسبة لبورما والتي يصل الرقم فيها لـ 20 ألف حالة سنويا.
ونختم بقول بيير داكو صاحب كتاب (المرأة؟ بحث في سيكولوجية الأعمــــاق): حيث أفاد أنه “لم يسبق للمرأة أن كانت مسحوقة ومنهارة وخامدة مثلما هي عليه الآن، ويمثل عصرنا أكثر العمليات دناءة في تاريخ المرأة، فالمظاهر خداعة، ذلك أن الفخ مموه على نحو يثير الإعجاب”.
فحرية المرأة بمفاهيمها الكونية هو هذا الفخ المموه الذي ينصبه لنسائنا وبناتنا زعماء الغرب وأذنابهم من العلمانيين في العالم الإسلامي فلتحذره كل مسلمة وليعمل كل مسلم على كشفه بكل ما يتاح له من وسائل وإمكانيات.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *