حال المغرب في لسان المغرب

31/05/1907 – 18 ربيع الثاني 1325هـ

أطلع مسيو بيشون زملاءه في الجلسة التي عقدت في الإليزي يوم السبت على رسالتي جانب المخزن الشريف اللتين تناولهما مسيو رينو في 20 أبريل و15 مايو المقبول فيهما إعطاء مطالب فرنسية عن قتل الطبيب “موشان” وتتضمن أيضا فحص المطالب السابقة.
قال مسيو بيشون “وزير خارجية فرنسا”: “أما من جهة المسألة الرئيسية فإن المخزن قد رضي بأن يستدعي مولاي إدريس المكلف بإرسالية الحدود ويعدل عن المطلب الشريفي المتعلق بتأليف لجنة لتمديد التخوم.
أما من خصوص البوليس فالرسالة تقول إن رغبة جلالة السلطان هي أن يرى إدارة البوليس تباشر أشغالها بأقرب وقت، ولذلك قد أعطى التفويض التام إلى سيادة وزير الحرب قصد الإسراع في تطبيق الإصلاح.
وعلاوة على ذلك فإن المخزن الشريف مستعد أن ينفذ حرفيا معاهدات سنة 1901-1902 في شأن إقامة بوليس على حدود الجزائر ومراكش، وقد عين مأمور خصوصي، وأعطي التعليمات اللازمة بهذا الخصوص.
أما من جهة إرسال باشا مراكش السيد الحاج عبد السلام للاعتذار في طنجة، فالمخزن الشريف يؤمل صرف النظر عن هذا الشرط لأن هذا الحاكم متقدم في السن، وحالته الصحية تحول دون ذلك.
وختم مسيو بيشون كلامه بأن أرسل إلى مسيو رينو التعليمات اللازمة للمخابرة مع معتمدي المخزن الشريف في تعيين وسائل التنفيذ.
وقد ابتدأت المفاوضات في هذا الشأن يوم الثلاثاء بين حضرات معتمدي جلالة الحضرة السلطانية سيدي الحاج محمد المقري وسيدي بن ناصر غنام وحضرة مسيو رينو.
وفي المذاكرة الأولى حصل الاتفاق النهائي على النقط السياسية الصرفة وشرع البحث في المطالب الأخرى.
تعليق:
يستفاد من هذه الرسائل أن فرنسا اعترضت على نشر قوات مغربية على الحدود الشرقية، مما يعني أن الجيش الفرنسي بوجدة ينوي التوسع هناك، مضيفة لذلك رفضها طلب تأليف لجنة لتحديد الحدود بين المغرب المستقل والجزائر المحتلة.
كما أنها تصر على إذلال المخزن وإظهاره أمام شعبه بالعجز عن حماية موظفيه من تدخلات فرنسا التي تنوي اعتقال باشا مراكش بمجرد وصوله إلى طنجة للاعتذار عن مقتل الطبيب “موشان” لما كان حاكما للمدينة.
الحالة العسكرية:
1- جاء من أخبار مليلية أنه وقعت معركة بين جيوش الشريفة ورجال القائم -بوحمارة- انجلت في آخر النهار عن انهزام العصاة بعد أن تركوا في ساحة القتال بعض عشرات من الرجال.
وفي أثناء المعركة كانت البارجة سعيدي ترمي مرشيكا بالقنابل.
2- من المستفيض في المدينة -طنجة- أن الريسوني قائد الفحص السابق سارع لنيل الأمان من جلالة مولانا السلطان ومعرض خضوعه التام.
وقد أرسل جانب المخزن الشريف حضرة القائد الهمام السير هنري مكلين قائد جيش الخيالة السلطانية للمخابرة في هذا الشأن، وحضرته وصل القصر من بضعة أيام، ومنها يشخص على ما قيل إلى الوزان حيث يجتمع بشقيق الريسوني نفسه، وعندها يقرِّر إن كان سيأتي لطنجة لينال الأمان بواسطة سيادة وزير الحرب أو يذهب توا إلى فاس ويمثل في حضرة جلالة مولانا المعظم.
3- إن المداولات التي جرت بين سيادة وزير الحرب وحضرات مدرسي البوليس الوطني قد أسفرت عن تشكيل نظام الشروط المرغوبة لإدارة البوليس، وقد صار تبليغ هذا النظام إلى وكلاء الدول في الثغر ليبلغوه إلى حكوماتهم، وسيرفع إلى الجانب العلي للمصادقة عليه.
4- بلغنا أن عبد الرحمن بن عبد الصادق قائد الجيوش الشريفة على ضفتي الملوية، سأل وزير الحرب إمداده لاستتمام العمل الذي عهد له به وسيرسل إليه عما قليل عن طريق مليلية 600 رجل.
ومن أخبار هذه المدينة أن الجيوش الشريفة استولت على كل البقاع المجاورة مارشيكا وصارت ديوانات القائم وما فيها.
تعليق:
لماذا أرسل الحراب الانجليزي للثائر الريسوني للتفاوض على قبول الطاعة بدل قائد مغربي؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *