محمد بن علي أكبيل الهوزالي 1090-1162هـ/1680-1748م

مواقفه
كان رحمه الله شديدا على أهل البدع، ناصحا للعامة باتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم ومما أثر عليه في هذا:
قال رحمه الله: الزم سنة النبي، أي طريقته وعادته، قولا وفعلا وحالا، فإذا اتبعتها تجد لها بركة يوم القيامة، ويوم الكرب، وهو يوم القيامة، وتفوز من ذلك كله إن شاء الله تعالى، وقد ورد: “عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجد”، وقال تعالى: “إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله”، والخير كله في الاتباع والشر كله في الابتداع.
قال رحمه الله:
كم عالم ليست له السلامة لكونه يخاف من ملامه
يخاف من ملامة الإنسان ولم يخف من غضب الرحمن
قصد أن ينبه في هذين البيتين على العلماء، الذين لا يعملون بعلمهم ليقع منهم الاحتراز، كما يحترز من الجهال، بل هؤلاء أشد، لأن المفاسد كلها منهم انتشرت، وبين ذلك أن العوام إذا فعل من يعتقدون أنه عالما وليس عالما في الحقيقة بدعة أو حراما، بادروا إلى فعله، ويقولون: فعله سيدي فلان، وإذا حضرهم يفعلون ذلك فسكت ولم ينكر عليهم تمادوا عليه ويحسبون أنه جائز…
وقال رحمه الله:
ومصافحة الرجال للنسا كذلك من يفعله فقد أسا
يعني أنهم يفعلون هذا المحرم أيضا في أعيادهم وفي غيرها، وهو أن يصافح الرجال الأجانب النساء الأجنبيات، ويقبل بعضهم يد بعض، واصطلحوا على هذا المحظور من غير استحياء، وقد تزين كل واحد منهما بما عنده، ويفعلون ذلك مع حضرة الأزواج، وزين الشيطان ما كانوا يعملون.
وقال رحمه الله:
وأكثر هذه البدع التي يفعلونها يقصدون بها دفع المضرة أو جلب المصلحة، فلم يدر الحمقى أن الخير كله في الاتباع، والشر كله في الابتداع، وربما أصابه ما يخاف منه إذا فعل البدعة عقوبة له، وكل هذا من جهلهم بحقائق الأمور وعدم تمييزهم بين الذرة والفيل، نسأل الله السلامة والعافية بمنه.
وقال رحمه الله:
وكرهوا زيارة القبور لما فيها من عدم السرور
يعني أنهم يفعلون هذا المكروه، وهو زيارة القبور في أعيادهم وهو بدعة، لأن العيد يوم سرور المسلمين، وزيارة القبور تنافي السرور المطلوب.
وقال رحمه الله:
قلت ومن بدع عاشوراء إحراقهم زربا بلا امتراء
أو يتشلهون فيه بالضابع أو وعل أو شيخ أو سباع
يعني أنهم يفعلون هذه البدعة في ليلة عاشوراء، وهي إحراق الزرب وغيره مما هو معلوم عندهم.
ومن بدعهم في تلك الليلة أن يتشبهوا بالضباع جمع ضبع، وهو “إفس” في لغتهم، أو وعل، وهو “أدد” في لغتهم، أو سباع جمع سبع وهو في لغتهم “إزم” و”أمغار”.
وقال رحمه الله:
هذا بيان بدع الجنازة يا سابقا للفضل بالحيازة
ومن بدائعهم التهليل بالجهر عند رفعها يا خليل
يريد رفعهم الصوت بلا إله إلا الله عند حمل الجنازة بدعة لم تنقل عن السلف، وقد نصوا على كراهة الجهر به على صوت واحد بعد الصلاة، وكذلك أذان المؤذنين على صوت واحد، فكيف به في هذا الموضع الذي هو موضع سكوت وتفكر واعتبار، وذلك يشغل عنها ولو كان سرا فكيف بالجهر؟
هذا ما تيسر إيراده ومن أراد المزيد من مواقف الشيخ فعليه بالرجوع إلى كتابه “تنبيه الإخوان على ترك البدع والعصيان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *