الإساءة إلى الإسلام وثوابته وشرائعه وأحكامه لا تقتصر على الغرب فحسب، بل يقوم بها أيضاً عملاء محليون يدفع لهم الغرب هذا الثمن من الأموال والجوائز والمنح العلمية والأدبية.. إلخ، وقد لا يدفع لهم شيئ أصلا لإيمان مثل هؤلاء العملاء المطلق بالمبادئ والقيم الغربية، وهؤلاء ما هم إلا طابور خامس يردد أقول مستشرقي الغرب كالببغاء، وهم بالطبع لا يحضون باحترام أهاليهم، ولا احترام الغرب ذاته لأنهم مجرد عملاء.
فقد استغل الغرب بعض الأقلام الانهزامية المغمورة اللاهثة وراء الثروة والشهرة، وأعطاها ما تريد في سبيل أن تغمس أقلامها في تلك المؤامرة وتسلِّط سهام نقدها المسمومة على الإسلام والمسلمين، ووجدت بالفعل بغيتها في فئة ضالة لم يكن أولها المفتون سلمان رشدي صاحب كتاب “آيات شيطانية”، ولن تكون الكاتبة البنجالية المولد المرتدة عن الإسلام “تسليمة نسرين” آخر هؤلاء الموتورين الباحثين عن السراب.
وإلى جانب هؤلاء، يُعنى الغرب ويُبرِز أولئك الذين فُتِنوا عن دينهم بالردة، بل يسعى جاهداً ليفتح أمامهم المجال للطعن في الإسلام وتكوين الجمعيات والمنتديات المختصة بهذا الشأن، ومن هؤلاء رئيس “جمعية المرتدين عن الإسلام في هولندا” إحسان جامعي، الذي ارتد عن الإسلام بعد تفجيرات 11 شتنبر 2001م في الولايات المتحدة الأمريكية، وأسس مع زميلته ليلى برادة، وهي ناشطة في الحزب الليبرالي، “جمعية المرتدين عن الإسلام في هولندا” بدعم من اثنين من أعداء الإسلام المعروفين في هولندا، وهما: رجل القانون “أفشين إليان” والفيلسوف “بول كليتور”.
لقد أضحت العادة اليوم في المجتمع الغربي أن يحتفي بكل من يتجنى ويتطاول على الإسلام بغير الحق، ويضفي عليه ما لا يستحق من ألقاب التكريم، فهو مفكر حر شجاع، وثائر على مظاهر التخلف المرتبط بالدين، وتنهال عليه الجوائز التقديرية من أكبر المؤسسات الأدبية، ويفسح له مجال التدريس في الجامعات الأوربية رغم ارتفاع نسبة البطالة بين الأكاديميين من الأوروبيين وما يستتبع ذلك من وسائل الحماية الشخصية باهظة التكاليف..إلخ.
إن الغرب يصر على الإساءة ويمضي فيها قُدماً، حتى لا تكاد تمر الأيام القلائل إلا وتحمل الرياح الغربية إساءة جديدة من جهة مغايرة، ومع كل مرة يرفض الاعتذار عمّا بَدَر منه ويبررها بحرية التعبير المكفولة هناك؛ والتي لا يُعرَف لها نظيرٌ إلا في بلاد العرب والمسلمين لكن بدافع الاستضعاف والوهن.