القارئ السابع: الإمام الكسائي الشيخ محمد برعيش الصفريوي

اشتغاله بالحديث
ولاشتغاله بالحديث وُجدت له ترجمة في كتب الرجال، فقد ترجم له البخاري في تاريخيه الكبير والصغير، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وابن حبان في الثقات، والخطيب في تاريخه، وغيرهم..
قال ابن أبى حاتم: روى عن حمزة الزيات وأبى بكر بن عياش ومحمد ابن سهل وحرب بن مهران، (الجرح والتعديل6/182).
كما روى عن الأعمش وعاصم بن أبى النجود. (الثقات لابن حبان 8/457).
وسمع من سليمان بن أرقم وأبي بكر بن عياش ومحمد بن عبيد الله العرزمي وسفيان بن عيينة وغيرهم. (تاريخ بغداد 11/404).
روى عنه أبو عبيد القاسم بن سلام وأحمد بن أبى سريج ومبشر بن عبيد ويحيى بن آدم وأبو عمر الدوري وروى عن حرب بن مهران. (الجرح والتعديل 6/ 182).
وروى عنه من الأئمة غير من تقدم، الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين. (غاية النهاية ص:240).
فقهـه
وكان رحمه الله في الفقه على مذهب أبي حنيفة، فقد ترجم له عبد القادر القرشي في طبقات الحنفية ص:548.

ما جاء عنه من عجيب الحكايات
فمن عجيب ما اتفق له أنه صلى بالرشيد فأعجب بنفسه فغلط بآية ما يغلط بها صبي أراد أن يقول {لعلهم يرجعون}، فقال: لعلهم يرجعين، فما اجترأ هارون أن يرد عليه، فلما فرغ من صلاته قال: يا كسائي أي لغة هذه، فقال له قد يعثر الجواد قال أما هذا فنعم. (البلغة ص44).
وعنه قال: قال لي هارون أمير المؤمنين أقرئ محمدا قراءة حمزة، فقلت: هو أستاذي يا أمير المؤمنين. (السبعة ص53).
وعن الدوري قال: قيل للكسائي لم لا تهمز الذيب؟ قال: أخاف أن يأكلني.
وعن ابن الدورقي قال: اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد فحضرت صلاة، فقدموا الكسائي يصلي، فأرتج عليه قراءة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، فقال اليزيدي: قراءة قل {قُلْ يَا أَيُّهَا..} ترتج على قارئ الكوفة، قال: فحضرت صلاة فقدموا اليزيدي فأرتج عليه في الحمد، فلما سلم قال:
احفظ لسانك لا تقول فتبتلى إن البلاء موكل بالمنطق
(معرفة القراء 1/124ـ 125).
إسناد قراءة الكسائي
تنتهي قراءة الإمام الكسائي إلى جماعة من الصحابة وهم: عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود، والحسين بن علي بن أبي طالب. (جمع القرآن ص:30).
قرأ على حمزة بن حبيب على يحيى بن وثاب على زر بن حبيش على عثمان وعلي وابن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم. (غرائب الفرقان ورغائب القرآن ص:12).
مصنفاتـه
صنّف معاني القرآن ومختصرا في النحو والقراءات والنوادر: الكبير، الأوسط، الأصغر، العدد، الهجاء، المصادر، الحروف، أشعار المعاياة ، وغير ذلك..
وفاتـه
عن نصير قال دخلت على الكسائي في مرضه الذي مات فيه فأنشأ يقول:
قدر أحلك ذا النخيل وقد أرى … وأبي ومالك ذو النخيل بدار
إلا كداركم بذي بقر اللوى … هيهات داركم من المزوار
قال نصير فقلت كلا ويمتع الله الجميع بك. (غاية النهاية ص:240).
وتوفي بِرَنْبُويَه أو أرَنْبُويَه قرية من قرى الري حين توجه إلى خراسان مع الرشيد (السبعة ص: 53 ـ54 والتيسيرص7).
هو ومحمد بن الحسن الشيباني في يوم واحد. (الثقات لابن حبان 8/457)، سنة تسع وثمانين ومائة. (التاريخ الكبير للبخاري 6/268 والثقات لابن حبان 8/457).
فقال الرشيد: دفنتُ الفقه والنحو في يوم واحد. (بغية الوعاة 2/164).
وبهذا نختم ترجمة هذا الإمام وقد بقي في ترجمته من الحكايات أكثر مما ذكرت.
رحم الله الإمام الكسائي وجميع أئمة المسلمين وعلمائهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *