من فقه البيوع النوع الثالث من فقه البيوع المحرمة بيوع الربا (الحلقة التسعة عشرة) نبذة عن سوق الأوراق المالية (البورصة) وأحكامها ياسين رخصي

البورصة: المكان الذي تعقد فيه الاجتماعات اليومية، لإبرام الصفقات والعقود بين البائعين والمشترين، حول أشياء عديدة، من أسهم وسندات شركات وغير ذلك، وتتحدد فيها الأسعار وفقا لمقتضيات العرض والطلب في إطار تنظيم معين في كل دولة .

سبب التسمية
اختلف الباحثون في تحديد أصل كلمة البورصة، وخلاصة ما توصلوا إليه، أنها ترجع إلى أحد مصدرين:
الأول: فندق أو قصر في مدينة بروج (Bruge) ببلجيكا، كانت على واجهته شعار عملة عليها ثلاثة أكياس للنقود (Trois Bourses) كان يجتمع في هذا المكان التجار لتصريف أموالهم وبضائعهم.
الثاني: اسم أحد كبار التجار أو عائلة غنية في بلجيكا معروفة بـ (Vander Barse)، وكان يقوم هذا الشخص أو العائلة بمهمة التوسط بين التجار الذين ينزلون عندهم، لإتمام الصفقات في سلعهم المختلفة .

أقسام العقود في البورصة :
أولا: من حيث الزمن
تنقسم العقود في البورصة من حيث الزمن إلى قسمين:
عقود عاجلة: وهي التي يُلزم فيها المتعاقدان بتسليم العوضين في الحال خلال مدة لا تتجاوز 48 ساعة.
عقود آجلة: وهي التي تسوّى بعد أجل معين يتفق عليه عند العقد، وتصفى عادة في أيام التصفية التي تقررها لجنة البورصة وتتحدد مواعيدها مقدما.
ثانيا: من حيث الموضوع
تنقسم العقود في البورصة من حيث الموضوع إلى قسمين:
– عقود تقع على السلع والبضائع.
– وأخرى تقع على الأوراق المالية.
* وفي بورصة البضائع لا تكون البضائع حاضرة وإنما تجري المبادلات وفقا لنماذج معينة، أو بناء على تسمية صنف متفق عليه سلفا.
* وبورصة الأوراق المالية يقصد بها الأسهم والسندات، ومعظم البورصة يكون محلها هذه الأوراق.
– والسند عبارة عن صك يمثل دينا على الهيئة التي أصدرته -مصرفا كانت أو شركة- مع التعهد بسداد قيمته لحامله في تاريخ محدد بالإضافة إلى فائدة ثابتة لا علاقة لها بتقلبات الأسعار.
– أما الأسهم فهي حصص متساوية القيمة في رأس مال الشركة قابلة للتداول بالطرق التجارية تختلف قيمتها من وقت لآخر حسب أرباح الشركة أو خسارتها.
وسيأتي الكلام عن حكم عقود البورصة في قرار المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي.

إيجابيات البورصة
من الجوانب الإيجابية للبورصة أنها تقيم سوقا دائمة يتلاقى فيها العرض والطلب، وتسهل تلاقي البائعين والمشترين، وهذا أمر جيد ومفيد، ويمنع استغلال المحترفين للغافلين والمسترسلين الذين يحتاجون إلى بيع أو شراء، ولا يعرفون حقيقة الأسعار ولا يعرفون المحتاج إلى البيع؛ ومن هو محتاج إلى الشراء.
سلبيات البورصة
من الجوانب السلبية للبورصة أنها تتضمن أنواعا من الصفقات المحظورة شرعا المشتملة على القمار والربا، وأكل أموال الناس بالباطل.
ومن ذلك ما يكون في افتعال الإشاعات الكاذبة من المهيمنين على السوق أو من المحتكرين للسلع أو الأوراق المالية ونحو ذلك مما يؤدي إلى تقلبات غير طبيعية في الأسعار، ويؤثر تأثيرا سيئا على النشاط الاقتصادي.
فعلى سبيل المثال: يعمد كبار الممولين إلى طرح مجموعة من الأوراق المالية من أسهم وسندات وقروض، فيهبط سعرها لكثرة العرض، فيسارع صغار حملة هذه الأوراق إلى بيعها بسعر أقل، خشية هبوط سعرها أكثر من ذلك، وزيادة خسارتهم، فيهبط سعرها مجددا بزيادة عرضهم، فيعود الكبار إلى شراء هذه الأوراق بسعر أقل بغية رفع سعرها بكثرة الطلب، وينتهي الأمر بتحقيق مكاسب للكبار، وإلحاق خسائر فادحة بالكثرة الغالبة، وهم صغار حملة الأوراق المالية؛ نتيجة خداعهم بطرح غير حقيقي لأوراق مماثلة، ويجري مثل ذلك أيضا في سوق البضائع .

يتبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *