– لما رأى المتيقظون سطوةَ الدنيا بأهلها، وخداع الأمل لأربابه، وتملك الشيطان، وقياده النفوس، ورأوا الدولة للنفس الأمارة لجئوا إلى حصن التعرض، والالتجاء كما يلتجئ العبد المذعور إلى حرم سيده.
– اشتر نفسك اليوم؛ فإن السوقَ قائمة، والثمن موجود، والبضائع رخيصة، وسيأتي على تلك السوق والبضائع يومٌ لا تصل فيه إلى قليل، ولا كثير (ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ) (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ).
– العمل بغير إخلاص، ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله، ولا ينفعه.
– إذا حملت على القلب هموم الدنيا وأثقالها، وتهاونت بأوراده التي هي قوته وحياته كنت كالمسافر الذي يحمل دابته فوق طاقتها، ولا يوفيها علفها؛ فما أسرع ما تقف به.
– من تلمح حلاوة العافية هانت عليه مرارة الصبر.
– ألفتَ عجز العادة؛ فلو علت بك همتك ربا المعالي لاحت لك أنوار العزائم.
– في الطبع شره، والحمية أوفق.
– البخيل فقيره لا يؤجر على فقره.
– الصبر على عطش الضر، ولا الشرب من شِرْعة منٍّ.
– لا تسأل سوى مولاك فسؤال العبد غير سيده تشنيع عليه.
– غرس الخلوة يثمر الأنس.
– استوحش مما لا يدوم معك، واستأنس بمن لا يفارقك.
– إذا خرجت من عدوك لفظة سفه فلا تُلْحِقْها بمثلها تُلْقِحها، ونسل الخصام مذموم.
– أوثق غضبك بسلسلة الحلم؛ فإنه كلب إن أفلت أتلف.
– يا مستفتحاً باب المعاش بغير إقليد التقوى! كيف توسع طريق الخطايا، وتشكو ضيق الرزق؟
– لو وقفت عند مراد التقوى لم يفتك مراد.
– المعاصي سد في باب الكسب، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه.
– من أراد من العمال أن يعرف قدره عند السلطان فلينظر ماذا يوليه من العمل، وبأي شغل يشغله.
– الدنيا لا تساوي نقل أقدامك إليها؛ فكيف تعدو خلفها.
– الدنيا جيفة، والأسد لا يقف على الجيف.
– ودع ابن العون رجلاً فقال: عليك بتقوى الله؛ فإن المتقي ليس عليه وحشة.
– قال زيد بن أسلم: كان يقال: من اتقى الله أحبه الناس وإن كرهوا.
– قال الثوري لابن أبي ذئب: إن اتقيت الله كفاك الناس، وإن اتقيت الناس فلن يغنوا عنك من الله شيئاً، وأعجب من هذا علمك أنك لا بد لك منه، وأنك أحوج شيء إليه وأنت عنه معرض، وفيما يبعدك عنه راغب.