إن اللغة العربية من أجمل اللغات في الوجود، وخزائن المفردات في اللغة العربية غنية جدا، ويمكن بتلك المفردات أن تزاد بلا نهاية، ذلك لأن الاشتقاق المتشابك والأنيق يسهل إيجاد صيغ جديدة من الجذور القديمة بحسب ما يحتاج إليه كل إنسان على نظام معين.
ولا أدل على قوة اللغة العربية من اضطرار أمثال أرنست رينان وهو المتعصب الكبير ضد العرب وحضارتهم من أن يقول في كتابه “تاريخ اللغات السامية”:
“من أغرب ما وقع في تاريخ البشر وصعب حل سره انتشار اللغة العربية، فقد كانت هذه اللغة غير معروفة بادئ بدء، فبدأت فجأة في غاية الكمال، سَلِسَة أيَّ سلاسة، غنية أيَّ غنى، كاملة بحيث لم يدخل عليها منذ يومنا هذا أي تعديل مهم، فليس لها طفولة ولا شيخوخة، ظهرت لأول أمرها تامة مستحكمة، ولم يمض على فتح الأندلس أكثر من خمسين سنة حتى اضطر رجال الكنيسة أن يترجموا صلواتهم بالعربية ليفهمها النصارى”.
ورأى مرجليوث أستاذ اللغة العربية في جامعة أكسفورد أن: “اللغة العربية لا تزال حية حياة حقيقية، إحدى ثلاث لغات استولت على سكان المعمورة استيلاء لم يحصل عليه غيرها: الانجليزية والإسبانية أختاها، وتخالف أختيها بأن زمان حدوثهما معروف، ولا يزيد سنهما على قرون معدودة، أما اللغة العربية فابتداؤها أقدم من كل تاريخ”.
ورأى ماكس فانتاجو في كتابه “المعجزة العربية”: “أن تأثير اللغة العربية في شكل تفكيرنا كبير، وقد لحظ ذلك الاجتماعي شبنجلر، وسجل ملاحظاته في كتابه الشهير “انهيار الغرب”.
لقد لعبت اللغة العربية دورا أساسيا كوسيلة لنشر المعارف، وآلة للتفكير خلال المرحلة التاريخية التي بدأت حين احتكر العرب على حساب اليونان والرومان طريق الهند، ثم انتهت حين خسروها”.
ورأى جورج سارتون أنه: “هكذا كانت العربية لغة الله -أي لغة القرآن-، ولغة الوحي ولغة أهل الجنة -لم يثبت هذا في الشرع-، أكد الرسول وجوب قراءة القرآن باللغة العربية، ثم من نتائج هذا الاتجاه العقلي الواحد في التأكيد على الصحة المطلقة للغة العربية أن أصبحت اللغة العربية من اللغات البارزة في العالم، وإحدى الوسائل الأساسية للثقافة في العصور الوسطى، وهي -إلى اليوم- لم تزل لغة أمة موزعة في جميع بقاع الأرض. (اللغة العربية بين حماتها وخصومها؛ أنور الجندي).