الشيخ المدغري: إني أطالب وبإلحاح معالي وزير العدل والحريات أن يحرك مسطرة المتابعة القضائية في حق هذا الرجل؛ لأنه أساء إساءة عظمى في حق الحضرة النبوية، وهذا طعن في معتقد المسلمين.
1- شيخنا المدغري؛ ما قولكم في جرأة المدعو عصيد على المقام النبوي الشريف، وكلامه عن رسائل النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملوك زمانه؛ ووصفها بالرسالة التهديدية الإرهابية؟
فبادئ ذي بدء أشكر إخوانى الكرام القائمين على جريدة السبيل الغراء استضافتهم لي في هذا المنبر الإعلامي المتميز؛ حيث عرفت هذه الجريدة منذ انطلاقتها الأولى بتبني قضايا الأمة والدفاع عن ثوابتها ومقدساتها.
أما ما يتعلق بسؤالكم عن المدعو أحمد عصيد والذي تجرأ فوصف رسائل النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم التي كان يبعث بها إلى ملوك وحكام ذلك العصر؛ بأنها رسائل إرهابية تهديدية؛ والحقيقة أني لم أفاجأ بخرجاته وشطحاته، لكني لم أكن أتصور ولا أتخيل أنه بلغ به الحقد على هذا الدين والعداء للإسلام ونبي الإسلام، أن يصف رسالة النبي بالإرهابية، ثم يضيف قائلا: “وهذا شيء غير مشرف”، يصف بهذه الأوصاف الشائنة الساقطة من زكى الله عقله، فقال: “مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى”، وزكى لسانه، فقال: “وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى”، وزكى وحيه فقال: “إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى”، وزكى فؤاده، فقال: “مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى”، وزكى بصره، فقال: “مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى”، وزكى كيانه كله، فقال: “وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ”، ثم وهو يطالب بتنحية مادة “السيرة النبوية” عن المناهج الدراسية، ومعلوم أن السيرة النبوية هي التفسير العملي للقرآن الكريم، وهذه السيرة النبوية بما فيها من رسائل النبي صلى الله عليه وسلم التي أرسلها إلى ملوك وحكام الأمصار، وهي عشر رسائل تقريبا.
أقول هذه السيرة النبوية العطرة هي التي جعلت الدكتورة الأكاديمية “لينا لارسون” مديرة مركز حوار الأديان بجامعة أوسلو بالنرويج -هذا البلد الذي جعله عصيد مثلا يحتذى في تعليم الدين؛ بحيث يؤتي بالطالب والطالبة فوق الطاولة داخل القسم، ويقوم الطالبان بممارسة الجنس أو ما يطلقون عليه بالثقافة الجنسية أمام أنظار الأستاذ والطلبة، أقول هذه الأكاديمية قالت: “إن علاقتي الأولى بالإسلام، بدأت عبر القراءة عن الدين الإسلامي، وكانت كتب السيرة لابن هشام من أهم أسباب دخولي في الإسلام، لما لمسته فيه من سمو أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم وتأثيره فيمن حوله، ودعوته إلى ربه بالحكمة والموعظة الحسنة” انتهى.
وهذه العبارة التي انتقدها عصيد في رسائل النبي صلى الله عليه وسلم “أسلم تسلم”؛ عبارة واضحة الدلالة، أي: أسلم قلبك ووجهك لله تسلم من العذاب يوم القيامة، ولو أن الرجل قرأ الرسالة إلى نهايتها، وكان متجردا من الهوى والمؤثرات التي يعرفها، لتبين له المراد من هذه العبارة، فإن تتمة الرسالة “أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فعليك إثم الأريسيين”، ثم تلى قوله تعالى: “قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ”.
فهل في هذه الرسالة ومثيلاتها من النبي عليه الصلاة والسلام ما فهمه عصيد أم قريب منه؟
2- بماذا تطالبون كإجراءت رسمية لمواجهة مثل هذه الهجمات على الإسلام ومقدساته؟
إني أطالب وبإلحاح معالي وزير العدل والحريات أن يحرك مسطرة المتابعة القضائية في حق هذا الرجل أولا؛ لأنه أساء إساءة عظمى في حق الحضرة النبوية، وهذا طعن في معتقد المسلمين.
ثانيا: لأنه خرج بطعنه هذا عن القانون والدستور، فالدستور المغربي الذي صوت عليه المغاربة ينص في بنده الثالث بأن الدين الرسمي للمغرب هو الإسلام، وبالتالي فكل طعن في هذا الدين وهذه العقيدة يعتبر خروجا عن القانون والدستور وما أجمعت عليه الأمة، ثم إن هذا الدعي إن ترك هو ومن معه، حتما سيجرون البلاد إلى فتنة مجهولة العواقب، والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.
3- هل من كلمة للعلماء والدعاة؟
أطالب العلماء والفقهاء والدعاة أن يشاركوا جميعا في الذود والدفاع عن بيضة الإسلام وعن نبي الإسلام -صلى الله عليه وسلم-، وأن يكونوا جميعا على قلب رجل واحد، كما وأسأل الكريم ربّ العرش العظيم أن يحفظ بلدنا بالإسلام وللإسلام، وأن يجنبنا مكائد الأعداء وشرور الأدعياء، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.