سبب تسميته بـ شعبان
قال ابن حجر رحمه الله في الفتح 4/251: سمّي شعبان لتشغيلهم في طلب المياه أو الغارات بعد أن يخرج شهر رجب الحرام وقيل غير ذلك. اهـ
ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم في شهر شعبان
عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) رواه النسائي.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرًا أكثر من شعبان، وكان يصوم شعبان كله) رواه البخاري.
فضل ليلة النصف من شعبان
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن) رواه ابن ماجة وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة 1144
البدع المشتهرة في شعبان
– صلاة البراءة : وهي تخصيص قيام ليلة النصف من شعبان وهي مائة ركعة.
– صلاة ست ركعات بنية دفع البلاء وطول العمر والاستغناء عن الناس.
– قراءة سورة يس والدعاء في هذه الليلة بدعاء مخصوص بقولهم (اللهم يا ذا المن، ولا يمن عليه، يا ذا الجلال والإكرام..).
– اعتقادهم أن ليلة النصف من شعبان هي ليلة القدر.. قال الشقيري في السنن والمبتدعات (ص:146): “وهو باطل باتفاق المحققين من المحدثين” اهـ، وذلك لقوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}، وقوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} وليلة القدر في رمضان وليست في شعبان.
تاريخ حدوث هذه البدعة
قال المقدسي: (وأول ما حدثت عندنا سنة 448هـ قدم علينا في بيت المقدس رجل من نابلس يُعرف بابن أبي الحميراء وكان حسن التلاوة، فقام يصلي في المسجد الأقصى ليلة النصف من شعبان، فأحرم خلفه رجل ثم انضاف ثالث ورابع فما ختمها إلا هو في جماعة كثيرة..) (الباعث على انكار البدع والحوادث 124-125).
قال النجم الغيطي: “إنه قد أنكر ذلك أكثر العلماء من أهل الحجاز منهم عطاء وابن أبي مُليكة وفقهاء المدينة وأصحاب مالك وقالوا: ذلك كله بدعة” (السنن والمبتدعات للشقيري 145).
واعلم رحمك الله أن ما أوقع هؤلاء في هذه البدعة القبيحة هي اعتمادهم على الآتي :
– عن علي رضي الله عنه مرفوعا قال: (إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها)، وقد رواه بن ماجه في السنن 1388 وهو حديث موضوع.
– وحديث (إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد غنم بني كَلْب) وقد رواه بن ماجة 1389 وهو حديث ضعيف.
والحاصل أن هذه الأمور لم يأت فيها خبرٌ ولا أثرٌ غير الضعاف والموضوعات، قال الحافظ ابن دحية: (قال أهل التعديل والتجريح: ليس في حديث النصف من شعبان حديثٌ يصح، فتحفّظوا عباد الله من مُفترٍ يروي لكم حديثًا يسوقه في معرض الخير، فاستعمال الخير ينبغي أن يكون مشروعًا من الرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا صحّ أنه كذِب خرج من المشروعية، وكان مستعمله من خدم الشيطان لاستعماله حديثًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُنزل الله به من سلطان) اهـ (الباعث على انكار البدع والحوادث لأبي شامة المقدسي 127، وانظر سلسلة العلامتين).