أثار منع عرض الفيلم الأميركي «إكسوديس» أو «الخروج.. آلهة وملوك» نقاشا بين ذوي المرجعية العلمانية الذين لا يعيرون اهتماما للمقدسات والحرمات، والمرجعية الإسلامية الذي يرون هاته الأعمال تخدش المعتقد وتزور الحقائق وتسيء إلى رسل الله وأنبيائه.
فقد انتابت حالة من الاستياء العارم لدى المواطنين جراء إقدام المركز السينمائي المغربي على الترخيص بعرض فيلم «الخروج.. آلهة وملوك».
ذلك أن الفيلم الذي بلغت ميزانيته مبلغ 140 مليون دولار وتم تصوير أحداثه في كل من لندن وإسبانيا ومصر يروي قصّة خروج بني إسرائيل من مصر بقيادة نبي الله موسى بشكل يناقض ما جاء في القرآن الكريم، وما جاء في سفر الخروج في العهد القديم أيضا، ويتضمن مشاهد خطيرة للغاية تجسّد الذات الإلهية في صورة طفل يخاطب موسى الذي جسّد شخصيته الممثل البريطاني كريستيان بيل.
ويذكر أنه بعد تصريح المركز بعرض الفيلم الأميركي في بعض القاعات السينمائية بالمغرب، وتم عرضه ثلاثة أيام بسينما كوليزي بمراكش، تقرر لاحقا منعه من العرض، وهو ما أثار انتقادات، خاصة أن المغرب سبق أن منع عرض فيلم عن النبي نوح عليه السلام لدارين أورونوفسكي وراسل كرو.
وقد أثار فيلم المخرج البريطاني الأصل “ريدلي سكوت” ضجة إعلامية مع بداية عرضه في كل من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والمكسيك وإسبانيا، وذلك بسبب مسّه بالديانات السماوية الثلاث وتصوير الذات الإلهية وتشخيص نبي الله موسى عليه السلام؛ وفق لما نقلته الجزيرة نت.
وقد منعت مصر -التي كانت مسرحا لتصوير أجزاء هامة من الفيلم بمدينة أسوان- أيضا عرض الفيلم، وقال وزير الثقافة المصري جابر عصفور في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية إنه تقرر منع عرض هذا الفيلم الذي يتناول هروب النبي موسى من مصر، بسبب تضمنه «تزييفا للتاريخ».
وأوضح أن «قرار منع الفيلم اتخذته وزارة الثقافة ولا علاقة للأزهر به، إذ لم يتم أخذ رأيه في عرض الفيلم من عدمه»، معتبرا أن «هذا الفيلم صهيوني بامتياز، فهو يعرض التاريخ من وجهه النظر الصهيونية ويتضمن تزييفًا للوقائع التاريخية، لهذا تقرر منع عرضه في مصر».
وأضاف أن الفيلم «يجعل من النبي موسى واليهود بناة للأهرامات، وهو ما يتناقض مع الوقائع التاريخية الحقيقية».
وأشارت تقارير إعلامية إلى وجود انتقادات لمضامين الفيلم صادرة عن مؤسسات دينية يهودية بالولايات المتحدة، وحديث إحدى أشهر المجلات اليهودية في أميركا (Jewish journal) عن استهانة الفيلم بالمقدسات اليهودية وتطاوله على المعتقدات الدينية.
واعتبر مخرج الفيلم ريدلي سكوت في تعليقات نقلتها تقارير أخرى أن قصة النبي موسى «أسطورة تاريخية وليست دينية»، مضيفا أن التوراة أغفلت أجزاء مهمة في قصّة خروج موسى، ولذلك «على الفنانين والمخرجين أن يضعوا التصور الخاص بهم، وأن يروا الله مثلما يعتقدون».
ووفق الجزيرة نت فقد اعتبر الناقد والمخرج السينمائي المغربي حسن بنشليخة أن مشكلة هذا الفيلم تكمن في أنه يجسد النبي موسى عليه السلام، وأشنع من ذلك أنه يجسّد الله عز وجل في صورة طفل صغير..
وأضاف أن مُخرج الفيلم يحاول أن يتفلسف على طريقة جون لوك، وأنه يلتقي مع الكاتب فرانسيس فوكو ياما الذي ألّف كتاب «نهاية التاريخ» الذي يسعى إلى وضع حد للقيم الإنسانية، والتشكيك في المعتقدات الدينية وتعويضها بالأفكار الليبرالية.