تعجب الخلق من دمعي ومن ألمي ومـا دروا أن حـبي صغـتـه بدمي
أستـغـفر الله ما ليـــلى بفـاتـــنـتـي ولا سعاد ولا الجيران في إضمي
لكن قلــبي بنار الشـوق مضطرم أف لقـلب جـمود غـير مضـطرم
منحت حبي خــير النـــاس قاطـبة برغـم من أنـفـه لازال في الرغم
يكفيك عن كل مدح مـدح خـــالقه واقـرأ بربـك مـبـدأ سـورة القــلم
أحيا بك الله أرواح قد اندثرت في تربة الوهم بين الكـاس والصـنـم
بيت من الطين بالقرآن تعمره تباً لقــصـــر مــشيد بـات فــي نـغـم
لما آتتـــك قم الليل استجبت لها العين تغفو وأما القـــلب لم ينـــم
يا ليتني كنــت فردا من صحابته أو خادماً عنده من أصـغر الخدم
تجــود بالدمع عيـني حين أذكره أما الفؤاد فللحوض العظيم ظمي
قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم
لابن جابر الأندلسى
هو الشاعر أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن علي الهواري المالكي الأندلسي النحوي المعروف بابن جابر الأندلسي، ومعروف أيضا بابن جابر الأعمى ولد سنة 698هـ كتب قصيدة في مدح الرسول واستخدم فيها أسماء سور القرآن الكريم بترتيب المصحف، وقد كانت من أجمل ما كتب على الإطلاق في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فى قصيدته:
فـي كـلّ فاتحـة للقـول معتبـرة حـق الثنـاء على المبعـوث بالبقرَه
في آل عمران قِدماً شاع مبعثه رجالهم والنساء استوضحوا خبَرَه
قـد مـدّ للنـاس من نعماه مائـدة عمّت فليست على الأنعام مقتصرَه
أعراف نعماه ما حل الرجاء بها إلا وأنـفـال ذاك الـجــود مـبـتــدرَه
بـه تـوســل إذ نـادى بتـوبـتــه في البحر يونس و الظلماء معتكرَه
هود ويوسف كم خوفٍ به أمِنا ولن يروّع صوت الرعد من ذكَرَه
مضمون دعوة إبراهيم كان وفي بيت الإله وفي الحجر التمس أثرَهْ
ذو أمّـة كـدَوِيّ النـحـل ذكرهـم فـي كل قطر فسبحـان الذي فطرَهْ
بكهف رحماه قد لاذا الورى وبه بشرى بن مريم في الإنجيل مشتهِرَهْ
طــه وحـضّ الأنـبـيــاء علـى حجّ المكان الذي من أجله عمرَهْ
قد أفلح الناس بالنور الذي شهدوا من نـور فرقـان هلمّـا جـلا غـرَرَهْ
أكابر الشعراء اللّسْنِ قد عجزوا كالنمـل إذ سمعـت آذانهـم سـورَهْ
وحسبه قصص للعنكبوت أتى
في الروم قد شاع قدما أمره وبه لقمان وفى للدرّ الذي نثرَهْ
كم سجدةً في طُلى الأحزاب قد سجدت سيوفه فأراهم ربّه عِبرَهْ
سباهم فاطر الشبع العلا كرما لمّا بياسين بين الرسل قد شهرَهْ
في الحرب قد صفت الأملاك تنصره فصاد جمع الأعادي هازما زُمَرَهْ
لغافر الذنب في تفصيله سـور قد فصّلت لمعان غير منحصرَهْ
شوراهُ أن تهجر الدنيا فزُخرفُها مثل الدخان فيُغشي عين من نظرَهْ
عزّت شريعته البيضاء حين أتى أحقافَ بدرٍ وجند الله قد حضرَهْ
محمد جاءنا بالفتحُ متّصِلا وأصبحت حُجرات الدين منتصرهْ
بقاف والذاريـات اللهُ أقسـم في أنّ الذي قالـه حقٌّ كما ذكـرهْ
في الطور أبصـر موسى نجـم سؤدده والأفق قد شقّ إجلالا له قمرهْ
أسرى فنال من الرحمن واقعة في القرب ثبّت فيه ربه بصرهْ
أراهُ أشياء لا يقوى الحديد لها وفي مجادلة الكفار قد نصرهْ
في الحشر يوم امتحان الخلق يُقبل في صفٍّ من الرسل كلٌّ تابعٌ أثرهْ
كفٌّ يسبّح لله الطعام بها فاقبلْ إذا جاءك الحق الذي نشرهْ
قد أبصرت عنده الدنيا تغابنها نالت طلاقا ولم يعرف لها نظرهْ
تحريمه الحبّ للدنيـا ورغبتـه عن زهرة الملك حقا عندما خبرهْ
في نونَ قد حقت الأمداح فيه بما أثنى به الله إذ أبدى لنا سِيرَهْ
وقالت الجن جاء الحق فاتبِعوا مزمّلا تابعا للحق لن يذرَهْ
مدثرا شافعـا يـوم القيامـة هـل أتى نبيٌّ له هذا العلا ذخرَهْ
في المرسلات من الكتب انجلى نبأ عن بعثه سائر الأحبار قد سطرَهْ
ألطافه النازعات الضيم حسبك في يوم به عبس العاصي لمن ذعرَهْ
إذ كورت الشمس ذاك اليوم وانفطرت سماؤه ودّعت ويلٌ به الفجرَهْ
وللسماء انشقاق و البروج خلت من طارق الشهب والأفلاك منتثرَهْ
فسبح اسم الذي في الخلق شفّعه وهل أتاك حديث الحوض إذ نهّرَهْ
كالفجر في البلد المحروس عزته والشمس من نوره الوضاح مختصرَهْ
والليل مثل الضحى إذ لاح فيه ألمْ نشرح لك القول من أخباره العطرَهْ
ولو دعا التين والزيتون لابتدروا إليه في الخير فاقرأ تستبن خبرَهْ
في ليلة القدركم قد حاز من شرف في الفخر لم يكن الانسان قد قدرَهْ
كم زلزلت بالجياد العاديات له أرض بقارعة التخويف منتشرَهْ
له تكاثر آيات قد اشتهرت في كل عصر فويل للذي كفرَهْ
ألم تر الشمس تصديقا له حبست على قريش وجاء الدّوح إذ أمرَهْ
أرأيـت أن إلـه العـرش كرمـه بكوثر مرسل في حوضه نهرَهْ
والكافرون إذا جاء الورى طردوا عن حوضه فلقد تبّت يد الكفرَهْ
إخلاص أمداحه شغلي فكم فلِق للصبح أسمعت فيه الناس مفتخرَهْ
أزكى صلاتـي على الهـادي وعترتـه وصحبه وخصوصا منهم عشره
من أين أبدأ
مــن أينَ أبدأ ُ والحــــــديثُ غــــرامُ؟ فالشعرُ يقصرُ والكلامُ كلامُ
مــــــن أينَ أبدأ في مديح محمـــــــدٍ؟ لا الشعرُ ينصفهُ ولا الأقلامُ
هو صاحبُ الخلق ِالرفيع ِعلى المدى هو قائدٌ للمسلمينَ همـــــــامُ
هو سيدُ الأخلاق ِدون منافــــــــــــس هو ملهمٌ هو قائدٌ مقــــــدامُ
مــــــاذا نقولُ عن الحبيبِ المصطفى فمحمدٌ للعالمينَ إمــــــــــامُ
مـــــــاذا نقولُ عن الحبيـبِ المجــتبى في وصفهِ تتكسرُ الأقــــلامُ
رسموكَ في بعض ِالصحائفِ مجرماً في رسمهم يتجسدُ الإجرامُ
لا عشنا إن لم ننتصر يومــــاً فــــــــلا سلمت رسومُهُمُ ولا الرسامُ
وصفوك َبالإرهـــــــــــاب دونَ تعقلٍ والوصفُ دونَ تعقلٍ إقحـــامُ
لو يعرفونَ محمداَ وخـــصالـهُ هتفوا له ولأسلمَ الإعـــــــــلامُ
في سدرةِ الملكوتِ راحَ محلقاً تباً لهم ولأنفهم إرغــــــــــــامُ
أيسبُ أسوتُنا الحبيـبُ فما الذي يبقى إذا لم تغضبِ الأقــــــوامُ
لا عشنا إن لــم ننتصر لمحمدٍ يومـاً لأن المسلميــنَ كــــــرامُ
سمعت جموعُ المسلمينَ كلامهم ثم استفاقـت نجدُنـا والشــــــامُ
يـا أمــة َالمليــارِ لا تتخـوفــي لا بــد أن تــتـــقـــلبَ الأيـــــــامُ
لا بد للشعبِ المغيبِ أن يفق يوماً ويـحـدثُ فـي الـربـوع وئـــــامُ
لابد لليثِ المكمم ِأن يرى يوماً وهــل للظـالمــــــيــــــنَ دوامُ
يا خالدَ اليرمــوكِ أين سيوفنـا أو ما لنا في المشرقيـن ِحســامُ
كانت تموجُ الأرضُ تحتَ خيولنا كانـت لنـا في المغربيـن خيـامُ
يا حسرة َالأيام ِكـيـف َتبـدلــت وهمـاً وضـاعَ من الأبـاةِ زمـامُ
يا سيـدَ الثقليـن ِيا نـورَ الهـدى مـاذا أقـولُ تخونُنُـي الأقـــلامُ
تـرتـلُ للحـبـيــبِ فـضـائـــــلا والفتـحُ والأحــزابُ والأنعــامُ
الله أثـنـى عـلـيـك فـي آيـاتـــهِ والمـدحُ في آياتــهِ إفـحـــامُ
ستـظـلُ نبـراسـاً لكـلِ ِمـوحــدٍ والصمتُ عن شتم ِالسفيهِ كلامُ
صلى عليك الله يا نور الهـدى ما دارت الأفـلاكُ والأجـرامُ
صلى عليكَ الله يا خيرَ الـورى ما مـرت السـاعـاتُ والأيــامُ