تفاعلا مع حلقة برنامج Des Histoires et des Hommes الذي بثته القناة الثانية والتي خلقت جدلا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب تحريضها المباشر على الزنا، والصريح لمخالفة القانون، تدخل مجموعة من العلماء والدعاة والفاعلين في المجال الدعوي والديني وأبرزوا وجهة نظرهم حول هذا البرنامج والقناة الثانية عموما.
وفي هذا الصدد قال الشيخ أبو النعيم، الذي لا زال يحضر جلسات محاكمة بعد وصفه للقناة الثانية بالصهيونية، أن هذه القناة لا ترقب في المؤمنين إلا ولا ذمة، وتساءل أين تتجه هذه القناة بالضبط؟
وأضاف أبو النعيم أن مدير دوزيم، سليم الشيخ، يرتكب الفضائح والفظائع ولا من يكلمه ولا من يحاسبه، ووصف برامج القناة كلها بـ”الفساد وبرامج الفتنة وبرامج الأمركة”، وتساءل هل هذه القناة توجد داخل المغرب التليد أم خارجه.
وكتب الدكتور عادل رفوش المدير العلمي لمؤسسة ابن تاشفين أن “القناة الثانية2M تمعن في الإصرار على كل ما يخالف الثوابت وينشر الدعارة ويدعو للانحلال، في وقت لم يعد لشبابنا طاقة في بناء المعرفة لكثرة ألوان الفساد الأخلاقي الذي تنشره هذه القناة العاهرة ك”برنامج H&H الذي بتته ليلة الاثنين في ضرب صريح لقيم الدين الإسلامي وأخلاقياته وتدمير لعقول الشباب والشابات ودعوة لممارسة العهر والفساد باسم التفتح والحرية وتخريب لبعض ما بقي من خلق الحياء في مجتمعنا بل وداخل بيوتنا وفي تماسك أسرنا” .
الدكتور رشيد بنكيران، الأستاذ بمعهد الغرب الإسلامي للتكوين والبحث العلمي، أكد في تدوينة له “القناة الثانية 2M تدعو إلى الإباحية والفاحشة المبينة”.
وذلك –وفق قوله- “في سلسلة ممنهجة ملاحظة، تسعى القناة الثانية 2M إلى نشر الفكر الإباحي والفاحشة المبينة، وذلك من خلال أفلام مدبلجة وبرامج محكمة، قصدا منها إلى مزيد تطبيع هذا الفكر الهدام مع المجتمع المغربي، وصناعة واقع مفتعل لكي تسوغ أطروحتها الإباحية وتسوقها”.
وأضاف “نحن لا ننكر أن هناك حالات كثيرة في المجتمع واقعت الفساد والرذيلة، ولكن أن نعلن ذلك على أنه ظاهرة في المجتمع المغربي ونقدمه للمشاهد – كما فعلت في ذلك البرنامج- باعتباره مطالب مشروعة وحقوق مهضومة، فهذا هو المكر الكبار بعينه والبهتان الشيطاني الذي لا مزيد عليه، والدياثة التي لا خير فيمن يروجها”.
وتساءل د. بنكيران في نهاية تدوينته عن الحل “لدفع هذا الفساد” متسائلا:
“هل يكون بفتوى توجب شرعا مقاطعة هذه القناة، وماذا ينتظر العلماء إذن؟
هل يكون بالتظاهر أمام مقر هذه القناة!؟
فماذا ينتظر السياسيون الأحرار من تأطير ذلك والإشراف عليه؟
هل يكون بمقاضاة هذه القناة، فأينكم أيها الحقيقيون والمحامون الأشراف!؟
هل يكون بأمر من بيده الأمر، من ولاه الله أمر العباد وحراسة الدين والملة!؟”.
الشيخ الحسن الكتاني، رئيس الرابطة العالمية للاحتساب وعضو رابطة علماء المغرب العربي، بعد اطلاعه على برنامج القناة، كتب أنه وجد البرنامج “غاية في السفالة والعهر وتضمن الدعوة للقوادة والفجور علانية، وهذا يوجب علينا جميعا عدم السكوت وإﻻ تعرضنا لغضب الله ولعنته”. وأضاف الشيخ الكتاني على حائطه الأزرق: “أنا بصراحة ﻻ يخطر لي على بال الجلوس للتفرج على القناة الأولى والثانية المغربيتين لتفاهة ما تقدمانه”.
الشيخ حماد القباج، المدير التنفيذي لمؤسسة ابن تاشفين، كتب بدوره تحت عنوان: “إرهاب القناة الثانية” أنه “في الوقت الذي تبادر فيه وزارة الداخلية إلى اعتقال شباب عبروا في وسائل التواصل عن رأيهم في قتل السفير الروسي في تركيا نرى وزارات الداخلية والعدل والأوقاف والاتصال ساكتة عن شباب يهاجمون القانون وتعاليم الإسلام التي تحث على العفة والبعد عن الفاحشة؛ يعبرون عن ذلك في قناة عمومية وفي وقت الذروة حيث الأسر مجتمعة ومتابعة..! “.
وأضاف الشيخ القباج على حسابه بالفيسبوك أنه “لا يخفى أن قصد من يحرك القناة الثانية؛ هو توسيع دائرة التطبيع مع الفاحشة في المجتمع المغربي وداخل الأسرة المغربية؛ والإجهاز على القليل المتبقي من سلوكيات الحشمة داخل الأسرة والمجتمع ..” وهذه -وفق الشيخ القباج دوما- جناية في حق الشباب وإرهاب خطير يستهدف الأمن الروحي للمجتمع، ويحول الشباب إلى قنابل موقوتة قابلة لتفجيرات مدمرة تخرب أخلاقهم ومستقبلهم وأسرهم ومجتمعهم”.
ليتساءل بعد ذلك: “كيف نواجه هذا الاستهداف المستمر لسلوك شبابنا وأمن مجتمعنا؟
ليرجئ الجواب عن سؤاله بقوله “ذلك ما سأحاول تبادل الآراء فيه معكم من خلال مداخلة مرئيّة بعد قليل”…