حوار مع الدكتور محمد المغراوي بخصوص ما أقدم عليه برلماني الأصالة والمعاصرة من رمي دار القرآن بالحزب السري الإرهابي

المتتبع للأخبار التي تسعى لتشويه السلفيين في المغرب يجدها لا تخرج عن هذه الأوصاف؛ فإما خبر مكذوب جملة وتفصيلا؛ وإما خبر جاء في سياق لا علاقة له بالسلفية والسلفيين فينتزع من سياقه ويوضع في سياق يؤدي إلى التنفير من السلفيين.
1. يأتي تهجم البرلماني الكنسوسي في سياق تنامي حملة جديدة ضد التوجه السلفي في المغرب؛ ما تعليقكم على هذه الحملة وما هي قراءتكم لها؟
إن كان من أوصاف يمكن أن نصف بها هذه الحملة؛ فهي أنها حملة قائمة على الكذب والتلبيس والتهويل، والمتتبع للأخبار التي تسعى لتشويه السلفيين في المغرب يجدها لا تخرج عن هذه الأوصاف؛ فإما خبر مكذوب جملة وتفصيلا؛ وإما خبر جاء في سياق لا علاقة له بالسلفية والسلفيين فينتزع من سياقه ويوضع في سياق يؤدي إلى التنفير من السلفيين؛ وإما خبر له جانب من الصحة ولكن يبالغ فيه وتستغل أخطاء بعض المخطئين ليعطاها حجم أكبر من حجمها.
والحقيقة أن هذا المسلك العدواني الصبياني يدل على غياب أخلاق الصدق والأمانة ومواصفات المهنية والاحترافية الصحافية، كما يدل على مدى الكراهية التي يحملها هؤلاء ضد المتدينين المتمسكين بأحكام وآداب القرآن والسنة، والعجيب أن هؤلاء يدعون إلى نبذ الكراهية مع اليهود والنصارى ثم هم يؤججون الكراهية ضد مواطنين صالحين يجمعهم معهم دين واحد ووطن واحد وأمة واحدة ومصير واحد.

العجيب أن هؤلاء يدعون إلى نبذ الكراهية مع اليهود والنصارى ثم هم يؤججون الكراهية ضد مواطنين صالحين يجمعهم معهم دين واحد ووطن واحد وأمة واحدة ومصير واحد.
2. هم يسوغون هذه الكراهية بأن السلفيين سبب لانتشار العنف والتطرف في المجتمع؟
أما العنف فمنبوذ عند السلفيين وأمر لا تقبله الدعوة السلفية وهذا شيء معروف في تاريخها وواقعها ومنتوجها العلمي وخطابها الدعوي، وأما التطرف فوصف نسبي؛ فالمتساهل في أحكام الدين يرى المتمسك بها متشددا ومتطرفا كما أن المتشددين يرون المعتدلين منحرفين ومميعين.
ولذلك الحل ليس هو السب والقذف واختلاق الكذب لاتهام الأبرياء وتشويه صورتهم، ولكن الحل هو التحاكم إلى القرآن والسنة كما قال الله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} وهنا يظهر المعتدل والمتطرف ولذلك نقول: حتى لو صحت الأخبار التي تنسب بعض الأخطاء لبعض السلفيين فلا ينبغي التعامل معها بالتحريض والرمي بالأوصاف القبيحة؛ وإنما ينبغي التوعية والنصح والتعاون معهم لتجاوز أخطائهم، وليس الحقد عليهم ولعنتم كأنهم كائنات متمحضة في الشر ينبغي أن تستأصل.

3. صدر عنكم بيانان بشأن التصريحات التي صدرت عن نائب الأصالة والمعاصرة، وقد وضحتم فيها عددا من المسائل الهامة، لكن برأيكم ما هي الدوافع التي حملت النائب المذكور على الإقدام على ما أقدم عليه؟
الله أعلم بالأسباب الحقيقية والكاملة، لكن امتلاء القلب بالكراهية ضدنا ظاهر من خلال حجم ونوعية تلك التصريحات، لأنها تصريحات أشبه ما تكون بالخيال والمحال، ونحن سيعظم استغرابنا إذا كان هذا الرجل يصدق ما يقول، وإلا فتحميلنا مسؤولية تراجع القطاع السياحي من
المتطرفون الغربيون حاربوا الإسلام باسم محاربة الإرهاب، وبعض المنتسبين إلى الإسلام يحاربونه بحصره في طقوس وعبادات لا تتعدى جدران المسجد، فمن زاد على ذلك فهو متطرف وإرهابي؛ وهذا هو ذنبنا نحن عند هؤلاء، ذنبنا هو تمسكنا بالإسلام عقيدة وشريعة ومعاملة وعبادة، لا فرق عندنا
من حيث الأصل
بين الصيام والقصاص، ولا بين الحج والحجاب، ولا فرق بين تحريم القمار وتحريم الربا والزنا..
المضحكات والمهازل، كما أن وصفنا ووصف جمعيتنا بالسرية والإرهاب وصف بعيد كل البعد عن الواقع الذي يعرف عنا منذ عقود.
ولكن الكراهية تعمي وتصم والفكر الاستئصالي القائم على الكبر واحتقار الآخرين يؤدي إلى مثل هذه المواقف التي هي نسخة طبق الأصل عن وصفنا واتهامنا بتزويج القاصرات.

4. تقول بعض التحليلات أن موقف النائب عقوبة لكم لأنكم كنتم السبب في نجاح حزب العدالة والتنمية وسقوط حزب الجرار في مراكش؟
نحن نحث المواطنين على التصويت على الأصلح إذا كان يؤدي إلى شيء من الإصلاح وتقليل الشر وتكثير الخير، ولا نعين حزبا بعينه بل كل مواطن له حريته في اختيار الحزب الذي يرى أنه الأصلح والأقرب إلى المقاصد الشرعية ونصرة الإسلام والدعوة إلى الله.
ولا شك أن الأحزاب التي تتبنى محاربة الإسلام وما يسمونه أسلمة المجتمع وهي الدعوة إلى الله؛ فلا يمكن لمسلم أن يختارها أو يصوت عليها لأن شهادته مسؤولية سيسأل عنها بين يدي الله سبحانه كما قال عز وجل: {سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}.

5. لكن هل توجد أحزاب تحارب الإسلام في المغرب؟
طبعا لا أحد يصرح بذلك، لكن الحرب على الإسلام لا تكون دائما بشكل مباشر ولكن بأنواع من الحيل والمكائد:
فالمتطرفون الغربيون حاربوا الإسلام باسم محاربة الإرهاب، وبعض المنتسبين إلى الإسلام يحاربونه بحصره في طقوس وعبادات لا تتعدى جدران المسجد، فمن زاد على ذلك فهو متطرف وإرهابي؛ وهذا هو ذنبنا نحن عند هؤلاء، ذنبنا هو تمسكنا بالإسلام عقيدة وشريعة ومعاملة وعبادة، لا فرق عندنا -من حيث الأصل- بين الصيام والقصاص، ولا بين الحج والحجاب، ولا فرق بين تحريم القمار وتحريم الربا والزنا.. إلـخ
نصيحتي لإخواني وأبنائي أن لا ينساقوا مع هذا الاستدراج؛ وأن لا يقعوا في الفخ ويتخذوا مواقف العنف، ولكن يقابلوا هذا الهجوم بالثبات والحكمة والحلم والبصيرة، ويستمروا في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ولن يدوم بإذن الله إلا الحق ولن يعلو الباطل مهما بلغ أصحابه
فكل من عند الله وليس لنا الحق أن نختار ما نشاء ونرد ما نشاء؛ قال تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْض} وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} أي اعملوا بالإسلام كله، فهذه هي مشكلة السلفيين عند من يعاديهم ويريدهم أن يقتصروا على إسلام ممسوخ مفصل على مقاييس أمريكية تفرضها العولمة.

6. ما هو توجيهكم للسلفيين إزاء هذه الحملة التي توجه ضدهم؟
نصيحتي لإخواني وأبنائي أن لا ينساقوا مع هذا الاستدراج؛ وأن لا يقعوا في الفخ ويتخذوا مواقف العنف، ولكن يقابلوا هذا الهجوم بالثبات والحكمة والحلم والبصيرة، ويستمروا في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ولن يدوم بإذن الله إلا الحق ولن يعلو الباطل مهما بلغ أصحابه: { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ}.
وقد وعدنا الله تعالى أن {العاقبة للمتقين}، فعلينا أن نتصف بالتقوى قلبا وقالبا شعارا وحقيقة، ولن يضرنا بعد ذلك عدوان غيرنا الذي نقابله بقوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *