فسحة

حكم ومواعظ
قال الفضيل بن عياض يوصي طلبة العلم :
لا تكونوا كالمنخل يخرج الدقيق الطيب ويمسك النخالة، تخرجون الحكمة من أفواهكم ويبقى الغل في صدوركم، إن من يخوض النهر لا بد أن يصيب ثوبه وإن اجتهد ألا يصيبه، فويحكم ثم ويحكم ثم ويحكم.
صفة الصفوة للإمام ابن الجوزي 1/457
قال شفيق بن ابراهيم :
أغلق باب التوفيق عن الخلق في ستة أشياء:
اشتغالهم بالنعمة عن شكرها.
ورغبتهم في العلم وتركهم العمل.
المسارعة الى الذنب وتأخيرهم التوبة.
الاغترار بصحبة الصالحين وتركهم الاقتداء بفعالهم.
وإدبار الدنيا عنهم وهم يتبعونها.
وإقبال الآخرة عليهم وهم معرضون عنها .
من كتاب الفوائد لابن قيم الجوزية ص:353
قال ابن حزم رحمه الله في كتابه الأخلاق والسير :
من امتحن بالعجب فليفكر في عيوبه، فإن أعجب بفضائله فليفتش ما فيه من الأخلاق الدنيئة، فإن خفيت عليه عيوبه جملة حتى يظن أنه لا عيب فيه، فليعلم أن مصيبته إلى الأبد، وأنه لأتم الناس نقصاً، وأعظمهم عيوباً، وأضعفهم تمييزاً، وأول ذلك أنه ضعيف العقل، جاهل، ولا عيب أشد من هذين، لأن العاقل هو من ميز عيوب نفسه فغالبها وسعى في قمعها، والأحمق هو الذي يجهل عيوب نفسه، إما لقلة علمه وتمييزه وضعف فكرته، وإما لأنه يقدر أن عيوبه خصال، وهذا أشد عيب في الأرض.
النجاة في ثلاثة:
قال سهل بن عبد الله :النجاة في ثلاثة :أكل الحلال، أداء الفرائض، الاقتداء بالنبي صلي الله عليه وسلم.
تفسير القرطبي 2/ 208.
قال سهل بن عبد الله: “ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب”.
قال يوسف بن الحسين: “أعز شيء في الدنيا الإخلاص وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي وكأنه ينبت فيه على لون آخر” .
قال الربيع بن خثيم: كل ما لا يراد به وجه الله يضمحـل .
في القلب:
شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله.
وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته.
وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته.
وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه.
وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضى بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه.
وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون هو وحده مطلوبه.
وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه ودوام ذكره وصدق الإخلاص له.
مدارج السالكين لابن القيم 3/164

درر وفوائد
فوائد من كتاب جامع بيان العلم وفضله
قالت الحكماء: من كتم علماً فكأنه جاهله.
قالت الحكماء: علم الرجل ولده المخلد.
قال الزهري: ما عبد الله بمثل الفقه.
قال الشافعي: طلب العلم أفضل من الصلاة النافلة.
وقال الثوري: ما من عمل أفضل من طلب العلم إذا صحت النية.
وقال ابن مسعود: اغد عالماً أو متعلما، ولا تغد إمعة بين ذلك.
قال أبو الدرداء: من رأى الغدو والرواح إلى العلم ليس بجهاد فقد نقص عقله ورأيه.
وقال ميمون: إن مثل العالم في البلد كمثل عين عذبة في البلد.
وقال عبد الملك بن مروان لبنيه: يا بني: تعلموا العلم، فإن استغنيتم كان لكم كمالاً، وإن افتقرتم كان لكم مالاً.
وقال أبو الدرداء: يرزق الله العلم السعداء ويحرمه الأشقياء.
لا تكن كإبليس
الإنسان ينتقل من نقص إلى كمال، فلا ينظر إلى نقص البداية، ولكن ينظر إلى كمال النهاية، فلا يُعاب الإنسان بكونه كان نطفة ثم صار علقة ثم صار مضغة، إذا كان الله بعد ذلك خلقه في أحسن تقويم، ومن نظر إلى ما كان فهو من جنس إبليس الذي قال (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ).
منهاج السنة 2/430
العمل من أجل الناس وابتغاء الجاه والمنزلة
العمل لأجل الناس وابتغاء الجاه والمنزلة عندهم، ورجائهم للضر والنفع منهم: لا يكون من عارف بهم البتة، بل جاهل بشأنهم، وجاهل بربه، فمن عرف الناس أنزلهم منازلهم، ومن عرف الله أخلص له أعماله وأقواله.
مدارج السالكين 1/104
أعظم ما يكون العبد قدراً وحرمة عند الخلق: إذا لم يحتج إليهم بوجه من الوجوه، كما قيل: احتج إلى من شئت تكن أسيره، واستغن عمن شئت تكن نظيره، وأحسن إلى من شئت تكن أميره، ومتى احتجت إليهم -ولو في شربة ماء- نقص قدرك عندهم بقدر حاجتك إليهم، وهذا من حكمة الله ورحمته، ليكـون الدين كله لله، ولا يشرك به شيئاً.
مجموع الفتاوى لابن تيمية 1/39
السعادة في معاملة الخلق: أن تعاملهم لله، فترجو الله فيهم ولا ترجوهم في الله، وتخافه فيهم ولا تخافهم في الله، وتحسن إليهم رجاء ثواب الله لا لمكافأتهم، وتكف عن ظلمهم خوفاً من الله لا منهم.
مجموع الفتاوى لابن تيمية 1/51

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *