لماذا اخترنا الملف؟

في كتابه (عام قضيته في العراق) أكد بول بريمر الحاكم المدني الأمريكي السابق في العراق أنه لم يكن هناك أي توقعات من الخبراء الأمريكيين بإمكانية حدوث عمليات مقاومة عنيفة. واستدعى بريمر في كتابه أحاديثه مع أركان الإدارة الأمريكية عن مطلب زيادة أعداد الجنود وأن أحد أصدقائه القدامى وهو السفير جيم دوبينس Jim Dobbins والمحلل بمؤسسة راند Rand Corporation قد قدم له دراسة من مركز راند بخصوص عدد القوات الأمريكية المطلوبة لتثبيت الأمن والاستقرار في العراق، حيث كانت دراسة مؤسسة راند تطالب بضرورة وجود 500 ألف جندي، وليس 170 ألف جندي فقط. فارتكز بريمر على دراسة مؤسسة راند للحد من الجهاد العراقي ومقاومته الشرسة، والحيلولة دون تمكن الفصائل الإسلامية السنية من استلام زمام المبادرة هناك.
تقرير آخر لمؤسسة كارنيجي بعنوان: “مصر والشريعة الإسلامية دليل الحيران”، أعده الباحث الدكتور ناثان ج. براون، هو بمثابة خريطة طريق للتصدي لتطبيق الشريعة، بطرق ملتوية وبآليات ديمقراطية.
هذه هي استراتيجية الغرب للتدخل في الدول التي يستهدفها؛ سياسة تزاوج بين العصا والجزرة والقبضة الحديدية والقوة الناعمة، والحرب المعلنة حينا والخفية حينا آخر.
حرب يجيش لها الساسة والعسكر والمثقفين والمراكز والمعاهد ووسائل الإعلام والأبواق والأذناب، للحيلولة دون أن ينعم المسلمون بالأمن والأمان والتنمية والاستقرار والرحمة والوحدة تحت ظل شريعتهم.
في هذا الملف نسلط الضوء على مؤامرات الغرب لقطع الطريق أمام عودة الإسلام لتنظيم وإدارة وتدبير أمور الحرب والسلم والاقتصاد والتعليم والإعلام والقضاء والعلاقات الخارجية؛ بالوقوف على جانب من الدراسة التي أعدها معهد كارنيجي للسلام الدولي؛ وكذا إبراز جانب من جهود علماء المغرب في المطالبة بهذا الحق المشروع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *