مما أثاره الأستاذ عدنان إبراهيم كعادته في تقصد إثارة واستثارة المواضيع المثيرة.. حديث الذباب المشهور المروي في صحيح البخاري من حديث عبيد بن حنين عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ وقد زعم الأستاذ أن عبيد بن حنين تفرد بهذا الحديث عن أبي هريرة؛ فوصفه بكونه حديثا فردا غريبا جدا، وأنه ليس لعبيد بن حنين إلا هذا الحديث..!
وقد أخطأ الأستاذ خطأ مركبا من خطأين.
الخطأ الأول: زعمه أن الحديث فرد… فإن كان يقصد أنه فرد نسبي غريب فمحتمل؛ وأما إن كان يقصد الفرد المطلق فقد جانب الصواب، .
فالحديث ثابت من رواية أبي سعيد الخدري وأنس رضي الله عنه كما في السلسلة الصحيح للشيخ الألباني رحمه الله رقم (38). ومع هذا فإطلاقه لفظ التفرد موهم، والمشهور في إطلاقه إرادة الفرد المطلق كما قال الحافظ ابن حجر في نزهة النظر… وعلى هذا فزعمه أن الحديث أقرب إلى الضعف بسبب التفرد ليس له محل.. فقد علمت أنه من حديث ثلاثة من الصحابة.. والله الموفق.
الخطأ الثاني: زعمه أنه ليس لعبيد بن حنين إلا هذا الحديث، وهذه مغامرة علمية بامتياز؛ ومن تكلم في غير فنه أتى بهذه العجائب.
فقد روى له البخاري في الصحيح عن بسر ين سعيد عن أبي سعيد الخدري حديث: (إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده)، وعن ابن عباس عن عمر نحو ثلاثة أحاديث أشهرها قوله لعمر: (يا أمير المؤمنين من المرأتان اللتان تظاهرتا) الحديث… وله غيرهما في غيرهما فلا حول ولا قوة إلا بالله.
وأما الجانب الإعجازي الذي غمزه ونبزه الأستاذ عدنان إبراهيم، فقد تولى بيانه الدكتور صبري الدمرداش أستاذ علوم الطبيعة بالكويت في تسجيل له مرئي فليرجع إليه.