التبرك بتربة قبور “الصالحين” نور الدين درواش

يرجع أصل هذه البدعة الشنيعة إلى دين الشيعة الروافض، الذين يقررون في مراجعهم مشروعية التبرك بتربة قبر الحسين رضي الله عنه.

ولذلك فإنهم يستحبون السجود في الصلاة على تربة قبر الحسين، فقد زعموا أن جعفر الصادق قال: “السجود على طين قبر الحسين عليه السلام ينور إلى الأرضين السبعة ومن كانت معه سبحته من طين قبر الحسين عليه السلام كتب مُسَبِّحا وإن لم يسبح” وسائل الشيعة للحر العاملي 3/607- 608.
ويدَّعون فيها شفاء من كل داء، فقد زعموا أن جعفر الصادق قال: “في طين قبر الحسين شفاء من كلّ داء وهو الدواء الأكبر” المزار للمفيد ص 143.
بل إن إمامهم الخميني قد أفتى في كتابه “تحرير الوسيلة 2/164 بجواز الاستشفاء بأكل طين قبر الحسين، فقال: “يستشفى من الطين، طين قبر سيدنا أبي عبد الله الحسين بن علي للاستشفاء، ولا يجوز أكله بغيره، ولا أكل ما زاد عن قدر الحمصة المتوسطة، ولا يلحق به طين غير قبره، حتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم والأئمة عليهم السلام”
ونسبوا إليه أيضا بالكذب والزور الدلالة على جعل تربة قبر الحسين أول ما يعطى للمولود فزعموا أنه قال: “حنكوا أولادكم بتربة الحسين فإنها أمان” وسائل الشيعة 210/10.
ولأجل كون الحسين رضي الله عنه قد قُتل بكربلاء فإن الشيعة يقدسون تربة كربلاء كلها حتى وصلت بهم الجرأة إلى تفضيلها على الكعبة، فقد رووا عن أبي عبد الله جعفر الصادق بزعمهم أنه قال: “إن أرض الكعبة قالت: من مثلي وقد بني بيت الله على ظهري، يأتيني الناس من كل فج عميق، وجُعلت حرمَ الله وأنا هو، فأوحى الله إلي: أن كُفِّي وقَرِّي، ما فضل ما فُضلت به فيما أعطيت أرض كربلاء إلا بمنزلة الإبرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما خلقتكِ ولا خلقت البيت الذي به استخرتِ فقري واستقري وكوني ذَنَباً متواضعاً ذليلاً مهيناً غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء، وإلا سختُ بكِ وهويتُ بكِ في نار جهنم” بحار الأنوار للمجلسي 98/106.
وَرِث هذه العقيدة عن الروافضِ الصوفيةُ والقبوريون، فترى لهم من التقديس لتربة قبور “أوليائهم” والتبرك بها ما يتبعون فيه الشيعة حذو القُذة بالقُذة “فمنهم من يأخذها ويمسح بها جلده، ومنهم من يتمرغ على القبر تمرغ الدابة ومنهم من يغسل بها مع الماء ومنهم من يشربها وغير ذلك”.
وكثير من النساء يحرصن على أخذ هذه التربة التي يسمونها “الحْنَّا” ويشترونها من سدنة الضريح الذين يأكلون أموال الناس بالباطل، وقد أتى على الناس زمان كانت فيه بيوت الناس لا تكاد تخلو من هذه التربة.
لقد تقرر في شرعنا أن “التمسح بالقبر -أي قبر كان- وتقبيله وتمريغ الخد عليه.. منهي عنه باتفاق المسلمين، ولو كان ذلك من قبور الأنبياء، ولم يفعل هذا أحد من سلف الأمة وأئمتها بل هذا من الشرك، قال تعالى: (وَقَالُوا لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدّاً وَلاَ سُوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً) نوح، وقد تقدم أن هؤلاء أسماء قوم صالحين، كانوا من قوم نوح وأنهم عكفوا على قبورهم مدة، ثم طال عليهم الأمد فصوروا تماثيلهم لا سيما إذا اقترن بذلك دعاء الميت والاستغاثة به…” مجموع الفتاوى 27/91-92.
إن طقوس القبورية الشركية التي انتشرت في كثير من بلدان المسلمين، والتي أبعدتهم عن دينهم الحق، ومنعت نصر الله عنهم، سواء تقديس التربة أو غيرها، ليس لها أصل في دين الله الذي أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا هي من هدي السلف الصالح من القرون الثلاثة المفضلة بل هي سبيل عَبَدَة الأصنام، عياذا بالله الملك العلام.. قال العلامة محمد بن المؤقِّت في رحلته المراكشية ص:321: “فهل تعلمون أن السلف الصالح كانوا يجصصون قبرا، أو يتوسلون بضريح؟
وهل تعلمون أن واحدا منهم وقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو قبر أحد من أصحابه وآل بيته يسأله قضاء حاجة أو تفريج كربة؟
وهل تعلمون أن السبتي والجيلاني والدسوقي وأمثالهم أكرم عند الله وأعظم وسيلة إليه من الأنبياء والمرسلين والصحابة والتابعين؟” اهـ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *