“جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الأَبْوَابُ”: وقفة مع قوله تعالى

كنت أقرأ وردي من القرآن، فوقفت عند قوله جل وعلا من سورة ص: “جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الأَبْوَابُ” فساءلت نفسي عن قوله تعالى: “مُّفَتَّحَةً”، ما محلها من الإعراب؟
فقلت: إنها حال من لفظ “الأَبْوَابُ”، فأبواب الجنة إذن دائما مفتحة لأن الجملة الإسمية تفيد كما هو معلوم الدوام والثبوت -وهذه قاعدة مهمة من قواعد التفسير-، بخلاف الجملة الفعلية التي تدل على التجدد، فقوله تعالى “مُّفَتَّحَةً”، ليس كـ”تفتح لهم” لأن هذا التعبير الأخير يفيد التجدد، أي أن الأبواب تغلق وتفتح.
ثم تساءلت؛ كيف نوفق بين هذه الآية الدالة على دوام واستمرار انفتاح أبواب الجنة، مع قوله جل في علاه: “حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا”؟
فهذه الآية تدل على أنها كانت مغلقة ثم فتحت، أي فتحت للمؤمنين لدخولها -بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم-، ففيه إخبار عن مجرد الفتح بعد الغلق للولوج وقد يفهم من الآية أنهم بمجرد دخولها تغلق.
فتأملت موقنا بأنه لا تعارض البتة في كتاب الله الذي قال عنه سبحانه: “وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا”، وقوله: “‏‏كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُه”، فقلت: إن آية الزمر تخبر عن حال أبواب الجنة عند وقوف المؤمنين عندها، وآية ص تخبر عن حال الأبواب الدائم والمستمر عند وجود المؤمنين داخلها..
والله أعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *