إبراهيم الصغير تقويم بعض المفاهيم الحديثية

ثبت في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها ثم أداها كما سمعها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه).
وهذا دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم بنضارة الوجه لمن سمع مقالته فبلغها كما سمعها من غير زيادة ولا نقصان ولا تحريف ولا تغيير.
وللسلامة من ذلك أحببت أن أنبه على بعض الأخطاء التي تقع منا سهوا أو جهلا في نقل بعض الأحاديث حتى نبلغ مقالة النبي صلى الله عليه وسلم كما هي، والله الموفق لكل خير.
1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، الْحِلُّ مَيْتَتُهُ”.
المَيْتة بالفتح: هي كل ما زالت حياته دون ذبح من الحيوان والجمع مَيْتات.
غير أن البعض يقرؤها بالكسر وهذا خطأ.
وقال عليه الصلاة و السلام: “مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شَيْئًا فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً”.
المِيتة بالكسر تعني الوضعية والحالة التي مات عليها الشخص كالجِلسة والقعدة.

2- فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث أنس كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا دخل الْخَلَاء قَالَ: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبُثِ وَالخَبَائِثِ”.
قال الخطابي وابن حبان وغيرهما: الخبث جمع خبيث؛ والخبائث جمع خبيثة يريد ذكران الشياطين وإناثهم.
ومن حديث زينب بنت جحش رضي الله عنهما قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعا محمرا وجهه يقول: “لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه” وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها قالت، قلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: “نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ”.
الْخَبَثُ بفتح الخاء والباء مَا يَنْفِيه الْكِير من الْحَدِيد وَنَحْوه عِنْد إحمائه وطرقه.
والمقصود به في الحديث الفساد والمفسدون، وكل ما هو مكروه، والْخَبَثُ غير الخُبُث.

3- قوله عليه الصلاة و السلام: “لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ”.
يرددها البعض (لخَلَوف) بالفتح.
قال ابن الأثير:الخِلفَة -بالكسر-: تغير ريح الفم، لأنها رائحة حدثت بعد الرائحة الأولى، يقال: خَلف فمه يخلف خِلفة وخلوفاً. ومنه الحديث: “لخلوف فم الصائم…”.
يقال: خَلَفَ النَّبيذُ يَخْلُفُ خَلْفاً وخُلُوفاً، وكذلك الفَمُ إذا تغيَّرت رائحتُهُ .
والخَلَوف بالفتح: صيغة مبالغة من كثرة خلف الميعاد.

4- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: “إن من نعم الله عليَّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وفي يومي وبين سَحْري وَنَحْري”.
سَحْري بالفتح وليس سحري بالكسر من السحر.
فالسَّحْر -بسكون الحاء- منتهى قصبة الرئة وما تعلق بالحُلْقُوم وهو النحر والصدر.
والسِّحْر هو ما خفي ولطف سببه، ويعرف ببعض أوصافه على أنه أعمال دقيقة تؤثر في القلوب والأبدان، تتم بعزائم ورقى وحركات شيطانية.

5- قال صلى الله عليه وسلم: (يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحِريفَ الْغَالِينَ؛ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ؛ وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ).
كلمة (عُدُولُهُ) يتداولها البعض بالفتح، بينما الصواب بضم اللام.
والمعنى من كل عصر العدول فيه، والعدول هم الرجال الثقات العلماء المتبحرون.
أما (عُدُولَهُ) بالفتح في من عدل عن الشيء بمعنى رجع عنه إلى غيره.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *