ساهم تحول التنظير في نظرية الإمامة إلى دستور دولة رسمي في غلق باب الاجتهاد أو طعن أو نقد أو رفض… لولاية الفقيه التي تحولت إلى ثابت من ثوابت الدولة الإيرانية وأساس من أسس الحكم، النقاش فيها يهدد أساس الحكم والنظام.
لكن وبعد مرور عشر سنوات تقريبا اضطر الشيعة مرة أخرى إلى لعب لعبة قذرة أخرى عندما دنا أجل الخميني عام 1989م لينقلوا الولاية منه إلى رئيس الدولة حينها خامنئي الذي لم يكن يتوفر على شروط الولاية ومنها: رتبته العلمية: حجة الإسلام. وكما هو معلوم أن هذه المرتبة لا توصل إلى مرتبة آية الله العظمى.
لأن الترتيب عندهم يبدأ من حجة الإسلام والمسلمين المجتهد، ثم آية الله، ثم آية الله العظمى.
لكن التعسف والمحاباة والمصلحة حالت دون تقليد من يستحق المرجعية العظمى عند الشيعة بعد الخميني الذي ارتأى أن يعين خامنئي كآية الله العظمى قبل موته فعين؟؟؟
فكان المؤسس هو أول من وجه أقوى ضربة إلى ولاية الفقيه وأسسها التي تأسست عليها. بتعيينه لخامنئي مما اضطر كثيرا من علماء الشيعة إلى الاعتراض على هذا التعيين وعلى رأسهم آية الله آذري قمي الذي قال: “أعارض بصراحة وأرفض المرجعية العليا للسيد علي خامنئي لأن الله ورسوله يرفضانه” صنع القرار في إيران ص:85.
تصدير الثورة وتطهير الثورة
إن ولاية الفقيه المطلقة عند الشيعة لن تستقيم إذا بقيت حكرا على أرض إيران أو لبنان أو أو…
وإنما هو حلم إعادة الأمة الفارسية كما يدعون، وفتح بلاد الإسلام وإخضاعها طواعية أو إكراها لحكم الولي الفقيه…
يقول آية الله مصباح يزدي مرجع التقليد للرئيس السابق نجاد، والمعين من قبل المرشد خامنئي في إحدى خطبه ليوم الجمعة: “الشيعة يعتقدون أن دار الإسلام كلها يجب أن تنضوي تحت قيادة وزعامة إمام معصوم واحد..” حدائق الإحزان ص: 133.
فهتف الحضور بصوت واحد بالفارسية: (الله أكبر خامنئي رهبر وارث بيجمبر)؛ أي باللغة العربية: خامنئي قائد.. وارث الرسول..
ولهذا فالصفويون يرون أن ولاية الفقيه المطلقة هي التي تملك الحق في الحكم والنيابة عن الله.
يقول خامنئي: “لا بد أن تكون حكومة المستقبل في العراق حكومة إسلامية وشيعية وسيكون مبدأ ولاية الفقيه هو مبدأ مستقبل العراق فقائد الأمة الإسلامية هو الإمام الخميني..” الطائفية والسياسة في العالم العربي لفرهاد إبراهيم ص: 409.
وهنا نفهم الدور الإيراني الذي لعبته في غزو العراق والإطاحة بهيمنة السنة على الحكم، والاتفاقيات السرية التي أبرمتها مع أمريكا مقابل تسليمها سلطة الحكم في العراق… فكيف إذن نفهم استغلال المجال الجوي وتسهيل وصول العتاد والمؤونة للجيش الأمريكي عبر الأراضي الإيرانية أثناء غزو العراق!!
ولا نستغرب أيضا تدخل العراق هي أيضا برئاسة المالكي الشيعي المعتقد لولاية الفقيه في شؤون سوريا خصوصا إذا علمنا أن الولاء لولاية الفقيه يقتضي عدم الاعتراض على أوامر الإمام كما يقتضي الانخراط التام في مشروع الأمة الصفوية. وأن كل من يعترض على المبدأ يعاقب ولو كان شيعيا… لهذا عزل وزيري التعليم والداخلية في عهد ولاية خاتمي الثانية لعدم استجابتهما لأوامر إدراج مادة ولاية الفقيه ضمن المناهج التعليمية الدينية..
ولهذا وجدنا آية الله صادق خلخالي متزعم محكمة الثورة والمعين من قبل الخميني يصدر أحكاما قاسية في حق كل من يريد أن يبدي اعتراضه أو نقده لمبدأ الولاية، وصلت في كثير منها إلى الحكم بالإعدام على آلاف الناس بتهمة بث الاضطراب في صفوف الرأي العام..
والباعث على السخرية والضحك فعلا من سخافة عقول القوم كما قال الله جل في علاه: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوه} أنه وبعد موت الخميني اعترف آية الله صادق خلخالي أنه كان من بين المعدومين أبرياء سيكافئهم الله بمنحهم غرفة أكثر سعة من الغرف العادية في الجنة، وحوريات أكثر جمالا من حوريات الجنة..” الإسلاميون في مجتمع تعددي حزب الله نموذجا لمسعود إلهي ص: 316.
لكن لم يدفع هذا الاعتراف هؤلاء إلى التوبة وتصحيح المسار بل استمرت الأحكام الخاطئة والإعدامات الجائرة في حق كل معارض أو مناوئ وممن أعدموا ولم يشفع لهم مقامهم ولا مرتبتهم الدينية ولا العلمية عند المرشد حفيد المرجع البارز آية الله الميلاني: حجة الله محمد الحسيني الميلاني بتهمة التآمر ضد ولاية الفقيه.
كما أعدم بتهمة الردة ومحاربة إمام الزمان حجة الإسلام حسن يوسف آشكوري..والقائمة طويلة.
وللبحث بقية..