توقير الصحابة وحبهم – الحلقة 1

من علامات توقير النبي صلى الله عليه وسلم ودلائل محبته توقير أصحابه رضي الله عنهم وحبهم انظر الشفا 2/43.
قال سهل بن عبد الله التستري رحمه الله: “لم يؤمن بالرسول من لم يوقر أصحابه ولم يعز أوامره” الشفا2/47.
وقال الطحاوي رحمه الله في عقيدته المشهورة:”..وحبهم (أي: الصحابة) دين وإيمان وإحسان, وبغضهم كفر ونفاق وطغيان”.
كيف لا؟ وفضلهم عظيم, ومنزلتهم كبيرة.
فهم قوم اصطفاهم الله تعالى لصحبة نبيه عليه الصلاة والسلام كما قال تعالى: “قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى”.
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:”هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم” إعلام الموقعين4/131.
وهم أصحاب الصدق في سائر مقامات الدين كما قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ”
قال ابن القيم رحمه الله: “قال غير واحد من السلف هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم, ثم قال: ولا ريب أنهم أئمة الصادقين” إعلام الموقعين4/132.
والصحابة رضوان الله عليهم هم أمان لهذه الأمة كما قال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح الإمام مسلم: “أصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون”.
فهذه شهادة منه صلى الله عليه وسلم أن أصحابه أمان لأمته من ظهور البدع واختلاف القلوب والفتن المضلة ونحو ذلك. انظر شرح مسلم للنووي رحمه الله 16/83.
ومما يدل على فضلهم ورفيع مكانتهم خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى البقيع يدعو ويستغفر لمن مات منهم كما في الحديث الصحيح.
قال الإمام مالك رحمه الله: “هذا النبي مؤدب الخلق الذي هدانا الله به وجعله رحمة للعالمين يخرج في جوف الليل إلى البقيع فيدعو لهم ويستغفر كالمودع لهم وبذلك أمره الله وأمَر النبي بحبهم وموالاتهم ومعاداة من عاداهم” الشفا2/46-47.
وقد كان السلف الصالح رحمهم الله يشبهون الصحابة رضوان الله عليهم بالملح في الطعام, فهم في الناس بمثابة الملح في الطعام.
قال الحسن البصري رحمه الله: “هيهات ذهب ملح القوم”.
وقال كذلك: “هل يطيب الطعام إلا بالملح؟”.
ثم قال كذلك: “فكيف بقوم ذهب ملحهم؟”.

انظر إعلام الموقعين4/137

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *