الحذر من الاعتقاد ثم الاستدلال

الواجب على المسلم ألا يقول حتى يقول الله ورسوله كما قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ”.
وهكذا كان الصحابة والسلف الصالح رضوان الله عليهم حيث يعد هذا الأمر من أعظم الفوارق بين السني والبدعي وصاحب السنة يؤخر هواه ويجعله تبعا للأدلة والمبتدع يجعل هواه حاكما على الشرع.
قال الشاطبي رحمه الله: “ولذلك سمي أهل البدع أهل الأهواء، لأنهم اتبعوا أهواءهم فلم يأخذوا الأدلة الشرعية مأخذ الافتقار إليها والتعويل عليها، حتى يصدوا عنها بل قدموا أهواءهم واعتمدوا على أرائهم ثم جعلوا الأدلة الشرعية منظورا فيها من وراء ذلك” الإعتصام 2/176.
وقال كذلك: “المبتدع جعل الهوى أول مطالبه وأخذ الأدلة بالتبع” الإعتصام 1/134.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: “فعلى كل مؤمن ألا يتكلم في شيء من الدين إلا تبعا لما جاء به الرسول، ولا يتقدم بين يديه، بل ينظر ما قال، فيكون قوله تبعا لقوله، وعلمه تبعا لأمره، فهكذا كان الصحابة ومن سلك سبيلهم من التابعين إليهم بإحسان وأئمة المسلمين، لم يكن فيهم من يعارض النصوص بمعقول، ولا يؤسس دينا غير ما جاء به الرسول، فمنه يتعلم وبه يتكلم، وفيه ينظر ويتفكر، فهذا أصل أهل السنة” الفتاوي 3/62-63

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *