علق الشيخ حماد القباج على حملة (كن رجلا) بكونها “تتماشى مع الطبيعة المتدينة والمحافظة للمجتمع المغربي؛ الذي يتميز أفراده عموما بالجمع بين التمسك بقيمهم الأخلاقية من جهة، والانفتاح ورفض التشدد والانغلاق من جهة أخرى ..
وهو ما يجعل التدين المغربي –وفق القباج دوما- مصطبغا في عمومه بصبغة الوسطية والاعتدال؛ وهو في هذا الموضوع وسطي بين تطرفين:
أحدهما: يهين المرأة ويحتقر كفاءتها ولا يرى لها دورا في مجتمعها، ويفسر نصوصا شرعية تعطل حضور المرأة ومشاركتها في مختلف المجالات الحيوية ..
والثاني: يهين كرامة المرأة والأسرة ويسعى لجعلها مبتذلة ومتاحة لأنواع العلاقات غير الشريفة؛ باسم الانفتاح والحريّة”.
وأضاف “لا شك أن تعري المرأة في الشواطئ مظهر يتنافى مع كرامة الأسرة المغربية، ويعزز انتشار التصور الإباحي عنها وعن دورها الذي يصيرها بسبب ذلك التصور جسد متعة بدل أن تكون طاقة تسهم في إصلاح المجتمع وترقيه.
فأنا معجب بهذه الحملة، وأرجو أن تبقى في إطار الوسطية والاعتدال، وأن لا يجنح بها البعض نحو ممارسات غير سليمة. ومن الاعتدال المطلوب شرعا أن لا نرسخ الكراهية ضد النساء المتحللات أخلاقيا؛ فهن بحاجة إلى رفق وتلطف ودعاء؛ ولا ينبغي معاملتهن بقسوة واتهامات غير منضبطة”.
وجوابا على الاتهامات التي رميت بها الحملة؛ وكونها يقودها حملة فكر ذكوري داعشي أجاب الشيخ القباج في حواره مع جريدة “السبيل” بأن “الذي يرجع بالمجتمع إلى الوراء هو الاستبداد والفساد المالي والأخلاقي، وفساد وفشل منظومة التعليم، وتغييب دور الأسرة في صيانة المجتمع من الجريمة والتطرف الديني واللاديني.. أما العفة والستر والحشمة فثوابت أخلاقية راقية ..وهي من مظاهر تقدم المجتمع والعري والتعري هو مظهر الإنسان المتخلف المتوحش”..
المدير التنفيذي لمؤسسة ابن تاشفين للدراسات والأبحاث والإبداع أكد في الحوار ذاته أن “الأصل في علاقة المرأة والرجل أنها علاقة مساواة وتكامل واحترام ولا سلطة لأحدهما على الآخر إلا ما يتراضيان عليه في إطار تنظيم تلك العلاقة؛ وحتى هذا النوع من التنظيم لا ينبغي تسميته: سلطة.
أما الدين فهو سلطة على الجميع؛ لأنه منهاج الخالق الذي أمر به عباده؛ والعبودية لله تحرر من غيرها من العبوديات التي يقع فيها الرجل والمرأة إذا لم يجردا عباداتهما لله رب العالمين؛ ومن هذه العبودية: تقديس الفلسفة الإباحية والخضوع لها والخوف الشديد من معارضتها ..
فالمرأة المسلمة تحرص على العفة وتتفادى التحلل والتفسخ الأخلاقي؛ لأنها بهذا تطيع ربها وتصون كرامتها وتحفظ عرض أسرتها.. وليس لأن الرجل سيدها وله عليها سلطة مطلقة”.