هكذا انطلقت ورشة المنامة وهكذا انتهت

أطلق مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر، في المنامة، يوم الثلاثاء 25 يونيو، ورشة عمل، بشأن التنمية الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية، ضمن مبادرة أميركية لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، في ظل غياب الجانب الفلسطيني.

والورشة هي أول مؤتمر علني حول خطة السلام المسماة “صفقة القرن”، وتعد بمثابة الشق الاقتصادي للخطة الأميركية لسلام الشرق الأوسط، بقيادة صهر الرئيس والمبعوث الخاص جيسون غرينبلات، وتهدف إلى تنظيم الجوانب الاقتصادية لخطة التسوية السياسية الأمريكية المرتقبة للشرق الأوسط.

وتقترح الخطة جذب استثمارات تتجاوز قيمتها خمسين مليار دولار غالبيتها لصالح الفلسطينيين، وإيجاد مليون فرصة عمل لهم، ومضاعفة إجمالي ناتجهم المحلّي، على أن يمتد تنفيذها على عشرة أعوام.

وفي عرضه الافتتاحي للورشة، قال كوشنر، إن رؤية الازدهار من أجل السلام تعتبر جزء من الرؤية لتحقيق السلام، وأضاف “تخيلوا مركزا نابضا بالاقتصاد في الضفة يحقق الازدهار لشعوب المنطقة”.

وقال كوشنر “كلنا نريد السلام والاستقرار للفلسطينيين والإسرائيليين” وخاطب الفلسطينيين بالقول إن “ورشة المنامة هي لكم والرئيس ترامب لم يتخل عنكم”.

وأشار كوشنر إلى أن ما يجري ليس صفقة القرن، بل هي فرصة القرن، من أجل خلق فرص للشعب الفلسطيني.

لكن الفلسطينيين قاطعوا الورشة، قائلين أنّه لا يمكن الحديث عن الجانب الاقتصادي قبل التطرق إلى الحلول السياسية الممكنة لجوهر النزاع.

واعتبر البعض إطلاق الجانب الاقتصادي، كمرحلة أولى، سخيف ومثير للشفقة، بل وصفوه بالوهم والمسرحية، لأن صراعا عقديا وسياسيا وعسكريا ووجوديا، يمتد لسبعين سنة، لا يمكن حله بمشاريع اقتصادية، تمول بأموال العرب وثرواتهم أيضا.

وفي أول تصريح عربي من ورشة “المنامة”، اعتبر وزير الدولة السعودي محمد آل الشيخ أن الخطة الاقتصادية لـ”صفقة القرن” التي طرحها جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره، في البحرين، يمكن أن تنجح “إذا آمن الناس بها”.

وفي يوم الأربعاء 26 يونيو، اختتم جاريد كوشنر، أعمال الورشة، متهما القيادة الفلسطينية بالفشل في مساعدة شعبها، مستدركا أن “الباب لا يزال مفتوحا” أمامها.

مدعيًا أنه “لو أرادوا فعلا تحسين حياة شعبهم، فإننا وضعنا إطار عمل عظيم يستطيعون الانخراط فيه ومحاولة تحقيقه”.

واعتبر كوشنر، أن القضايا الاقتصادية في ما سماه “الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”، يمكن حلها وإنه سيطرح خطة سياسية عندما يكون الوقت مناسبا. وفي حديثه للصحفيين بعد ورشة المنامة، أضاف كوشنر أنه “بحضور وزراء المالية ورجال الأعمال.. استطعت جمع الناس الذين يرون الأمر مثلما أراه.

وتطرق المتحدثون في الجلسة الأولى للورشة إلى الخطة الاقتصادية بشأن فلسطين التي تضم تطوير البنية التحتية ودعم النظام الإيكولوجي لريادة الأعمال والتجارة الإقليمية وإيجاد فرص العمل.

وتمحورت الجلسة الثانية للورشة حول كيفية إحياء النشاط الاقتصادي وتحقيق النمو المستدام وسبل تفعيل القطاعات الاستراتيجية مثل البناء والزراعة والاتصالات والتصنيع من أجل دفع النمو وإطلاق الامكانات الاقتصادية.

أما الجلسة الثالثة تركزت على دور الرياضة والترفيه بالازدهار الاقتصادي وتوفير فرص العمل من خلال تشجيع الاستثمار في البنية التحتية الرياضية وإنتاج الأفلام، إضافة إلى اعتبار الرياضة والترفيه كحافزين محتملين للتنمية الاقتصادية في فلسطين والمنطقة.

وتمحورت الجلسة الرابعة حول كيفية ايجاد الفرص وتحسين الخدمات التعليمية وتوفير التدريب المهني وتنمية المهارات واستهداف النساء والشباب للمشاركة في القوى العاملة وتحسين الرعاية الصحية والاهتمام بالتعليم والريادة والقيادة ودعم الفن والثقافة للشعب الفلسطيني.

كما تم تناول نظم الرعاية الصحية ومستقبل الاقتصاد الصحي الذي يتطلب وجود سكان أصحاء وتوسيع الوصول إلى تغطية السكان الذين يعانون نقص الخدمات وتوسيع خدمات الرعاية الصحية الوقائية لهم.

ورأى المتحدثون في الجلسة الحوارية (تعزيز القوى العاملة من خلال تمكين المرأة) أن المنطقة المزدهرة تحتاج إلى دمج العنصر النسائي بالقوى العاملة وبناء مستقبل أكثر اشراقا في المنطقة ما يسمح لهن بالحصول على التمويل وفرص السوق وتدريب القوى العاملة اللازمة لتحقيق النجاح كرجال أعمال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *