إن الكتابة التفكيكية لَتغزونا اليوم أكثر من أي وقت آخر، وإنها لتغزونا عبر “دور نشر” بعينها. وإزاء ذلك، لا نجد أن نقول إلا أننا نتعرض لهجمة استعمارية استراتيجيتها واضحة. إنه غزو يتم فيه إغراق الكتاب “المفكِّكين” بالأموال، ويتم فيه تمكين دور النشر “المفكِّكة” من الإمكانات المادية الضخمة.
فلنأخذ “مؤمنون بلا حدود” مثالا على ذلك، ولنشرع في إطلاع المواطنين المغاربة على إمكاناتها المادية أولا:
– مقرات مجهزة في مواقع استراتيجية في الكثير من الدول العربية.
– موظفون يحصلون على أجور مقدَّرة.
– باحثون كبار يتقاضون أجورا ضخمة.
– مؤطّرون توفَّر لهم كافة مصاريف التنقل والفنادق والإطعام.
– طباعة ذات جودة عالية…
إن هذه الإمكانات الضخمة، هي ما تفتقر إليه الكثير من المراكز ودور النشر الوطنية.
فمِن أين ل:”مؤمنون بلا حدود” بكل هذه الإمكانيات الضخمة؟!
من ينفق عليها؟! ولأي غرض سياسي وثقافي يتكبد عناء هذا الإنفاق؟!
هذا بالنسبة للإمكانات المادية، أما مضمون ما تنشره “مؤمنون بلا حدود” فهو ما يمكن أن نلخصه في الآتي:
– تفكيك الدين بعلوم الأديان.
– تفكيك القرآن والسنة بالتاريخ.
– تفكيك العقيدة بعلم الكلام القديم والجديد.
– تفكيك الشعائر بتصوف “الحقيقة”.
– تفكيك الأخلاق بالمعرفة الحديثة.
– تفكيك الدولة بخطاب “العلمانية”.
– تفكيك “عنف الدولة والمقاومة” بإيديولوجيا السلم.
هذه هي الأغراض التي أُسِّست من أجلها “مؤمنون بلا حدود”، توَصَّلنا إليها باستقراء ما تنتجه من كتابات وترجمات.