موسم علي بنحمدوش موسم للبدع الشركية والانحرافات السلوكية

تشهد منطقة “مولاي إدريس زرهون” بمدينة مكناس مباشرة بعد ذكرى المولد النبوي وطيلة أيام الأسبوع موسم “علي بنحمدوش”، وهو موسم يعرف تقديم المئات من القرابين إلى كرمة “عيشة السودانية” حتى أن القرابين التي أهل بها لغير الله هذا العام ضاقت بأصحابها فأقاموا محرقة لإتلاف أزيد من مائة ذبيحة من خرفان وشياه وماعز والمئات من الطيور والدجاج الأسود.

ويعرف الموسم أيضا انتشارا واسعا لتجار المخدرات والخمور ومروجي الدعارة والشذوذ الجنسي، وكذا بيع مواد مضرة بالصحة كحلويات” التبركة” ومياه “عيشة” التي تباع في قنينات غير صالحة.
كل هذه البدع الشركية والمخالفات العقدية والسلوكية تمارس باسم الصوفية ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم.
أهذه هي صوفية الجنيد السالك؟
ثم ما هي أقوال علماء المذهب في الذبح لغير الله تعالى والتبرك بالقبور وسؤال المقبور قضاء الحوائج، وما يروج في الموسم من زنا وشذوذ واختلاط بين الجنسين بأجساد شبه عارية، ورقص على نغمات الطبل والغيطة وإيقاعات عيساوة وجيلالة وكناوة وحمادشة أو ما يدعى بـ”الجذبة”؟
إن كل هذه المخالفات الشرعية مجمع على تحريمها بين علماء المذهب ومناقضة لعقيدة أبي الحسن الأشعري وتصوف الجنيد السالك، قال الجنيد رحمه الله تعالى: “علمنا مضبوط بالكتاب والسنة، من لم يحفظ الكتاب، ويكتب الحديث ولم يتفقه لا يقتدى به”؟
وقال العلامة المالكي الحطاب في مواهب الجليل (3/213): “وأما الذبح للأصنام فلا خلاف في تحريمه، لأنه مما أهل به لغير الله”.
إن مسألة الذبح لغير الله تعالى والتبرك بالقبور والأضرحة سواء ضريح علي بنحمدوش أو غيره مسألة محسوم بطلانها بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، قال الله تعالى: “قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ” الأنعام، وقال تعالى: “إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”، وعن علي رضي الله عنه قال: “حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات: وذكر منهن: “لعن الله من ذبح لغير الله..” مسلم.
وكأني بطيبي القلوب يقولون إن تلك الذبائح والقرابين تنحر باسم الله ليأكل منها الفقراء والمساكين، فنقول وإن كان هذا المقصد طيبا ومطلوبا فليكن في مكان آخر غير القبور والأضرحة، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الذبح في مكان يعبد أو يدعى فيه غير الله.
عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: “نذر رجل أن ينحر إبلا ببوانة، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا: لا، قال: فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قالوا: لا، قال: أوف بنذرك، فإنه لا وفاء بنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم” رواه أبو داود، وإسناده على شرطهما.
ولا ننسى في هذا المقام أن نثمن المجهودات التي قامت بها قوات الدرك الملكي بمداهمتها للشواذ الوافدين على الموسم، حيث اعتقلت أزيد من 45 شخصا بتهمة المس بالأخلاق العامة بالجماعة القروية مغاسيين بعمالة مكناس، ونأمل أن تكبر مجهودات الدولة وتكثر حتى تشمل محاربة كل أنواع المخالفات التي تخل بالعقيدة، وكذا أن تنضمَّ إلى هاته المجهودات طاقات وزارة الأوقاف لتقوم بتوعية الناس بخطر الشرك على الفرد والمجتمع، قال تعالى: “إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ، وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً” النساء.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *