لنتخيل خروج قاسمٍ أمين آخر لتحرير “الرجل” هذه المرة، وليس المرأة، متفقًا مع صاحبه القديم في النظر إلى الرجل والمرأة وأحكامهما في الشريعة الإسلامية بنظرة “المساواة”..
ولهذا أظنه سيقول في كتابه: “تحرير الرجل”:
(أيها السادة والسيدات، لابد من تحرير الرجل المسلم، ورفع الظلم عنه، ومنع استئثار المرأة دونه، بسبب تمسك المجتمع ” الأنثوي ” بالعادات البالية، والتقاليد المتخلفة، وإليكم أنواع الظلم الذي حلت بالرجل، لعدم مساواته بالمرأة، لعلنا نتعاون في رفعها عنه، ولو بالتعاون مع: “المؤتمرات الدولية” و”القوى الخارجية”!
1- ياسادة: المرأة تستطيع أن تلبس الذهب والفضة، ولو كثر، وهما من أجمل الجواهر، وسواء كان محل اللبس الآذان أو العنق أو الصدر أو المعاصم أو الرأس أو الأصابع، وسواء كان الحلي من القلائد والأقراط والجواهر والفتخ والخواتم والخلاخل، فكل ذلك مباح لهن. أما الرجل المسكين فإنه لا يستطيع التزين بحلي الذهب والفضة، ولا يلبس من ذلك شيئاً إلا ما استثني كالخاتم من الفضة فقط.
2- ياسادة: للمرأة أن تلبس الحرير، وهو من أنفس الألبسة وأنعمها و أجملها، ولكنه محرم على الرجل المظلوم إلا لعذر من مرض أوحكة.
3- ياسادة: لا تجب صلاة الجمعة ولا الجماعة على المرأة، فأما الرجل فيجب عليه حضورها في المساجد خمس مرات في اليوم والليلة، ولا يخفى ما في هذا من التعب والمشقة.
4- ياسادة: لقد اتفق الفقهاء على أن الزوج لا يدفع زكاة ماله إلى زوجته الفقيرة لوجوب نفقتها عليه، بعكس المرأة التي يجوز لها أن تدفع زكاة مالها لزوجها.
5- ياسادة: هل تعلمون أن زكاة الفطر تجب على الزوج دون الزوجة؟!
6- ياسادة: يسقط عن المرأة الحائض والنفساء طواف الوداع ولا تقعد في مكة لأجله. أما الرجل فيجب عليه، ولا يخفى عليكم ما في هذا من مشقة ومزاحمة.
7- ياسادة: الجهاد بالنفس مأمور به الرجال دون النساء، ولا يغيب عنكم ما فيه من تعريض النفس للمخاطر، أما المرأة فتكسب أجر الجهاد العظيم بمجرد الحج، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله: نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: لكن أفضل الجهاد حج مبرور.
8- ياسادة: الرجل المحارب يُقتل، ومثله من يُعين برأي أو مكيدة من الرجال الشيوخ، أما المرأة فلا تُقتل في الحرب.
9- ياسادة: القرار في البيت وتدبير شؤون الزوج والأولاد وظيفة أولى للمرأة، قال تعالى: (وقرن في بيوتكن).. الآية، أي: اِلزمْن البيوت ولا تخرجن، وكن فيها أهل وقار وهدوء وسكينة. أما الرجل المسكين فهو مطالب بالخروج، والكدح، والتعب.
10- ياسادة: المرأة أولى بالحضانة من الرجل. لحديث عبدالله بن عمرو بن العاص: “أن امرأة قالت: يا رسول الله: إن ابني هذا كان بطني له وعاء، وحِجري له حواء، وثديي له سقاء، وزعم أبوه أنه ينـزعه مني. فقال: “أنتِ أحقُ به ما لم تنكحي”. فلماذا يُحرم الرجل من فلذة كبده؟!
11- ياسادة: المرأة إذا قَتلت قتلَ خطأ فإنها لا تدفع من الدية شيئاً، وإنما العاقلة -وهم العصبات الذكور- هم الذين يحملون الدية عنها في قتل الخطأ.
12- ياسادة: “القسامة” في باب الجنايات تختص بالرجال، دون النساء.
والقسامة هي أن يوجد رجل مقتول بين قوم متشاجرين أو بين حيين ولا يُعلم مَن قتله. فيُطالب “الرجال” من أوليائه بالقَسَم أن فلانًا قتله –إذا ما كانت هناك قرينة على القتل-. أما المرأة فقد ارتاحت من هذه الأمور.
13- ياسادة: الفقهاء مجمعون على أن المهر حق للمرأة، وهو واجب على الزوج. ولكم أن تتخيلوا مقادير المهور التي يدفعها الرجال، وقد أعفيت منها النساء.
14- ياسادة: النفقة حق من حقوق الزوجة على الزوج، يدفع لها ما يكفيها من الطعام والكسوة ويُعد لها السكن المناسب لبيئتها. أما المرأة فلا حق له عليها..
15- ياسادة: المرأة لا يجب عليها أن تنفق على أولادها بوجود الزوج، وكذلك لا تنفق على أقاربها إلا من باب البر والإحسان فقط. بخلاف الرجل.
هذا ياسادة غيض من فيض، مما حل بالرجل المنتهك الحقوق، في مجتمعات “أنثوية” لا تعترف إلا بحقوق المرأة. فساهموا –رعاكم الله– في رفع الظلم عنه، ولو بكلمة أو مقال أو اقتراح، إلى أن تنجلي الغمة، ونفرح بتحرره من القيود. أخوكم: قاسم أمين ).
تعليق
– نظر قاسم أمين “الأول” إلى أحكام الرجل والمرأة في الإسلام بنظرة “المساواة”، فوجد شيئًا من التفاوت، فظنه من الظلم، فقرر أن يُحرر “المرأة”، فأوقع الأمة في فتنة وصراعات مفتعلة..
– ونظر قاسم أمين “الثاني” إلى أحكام الرجل والمرأة في الإسلام بنظرة “المساواة”، فوجد شيئًا من التفاوت، فظنه من الظلم، فقرر أن يُحرر “الرجل”، فسيوقع الأمة فيما أوقعها صاحبه الأول..
وكلاهما مخطئ..
لأن الإسلام دين (العدل) لا دين (المساواة)..
– بل إن (المساواة) بين الأشياء المختلفة -فضلا عن إنكار الشرع لها- مما تُنكره العقول السليمة، والفِطَر المستقيمة. فالشمس غير القمر، والسماء تختلف عن الأرض.. وهكذا، لكل خلقٍ طبيعته ووظيفته. وما حال من يساوي بين الأشياء المختلفة إلا كمن يقول: سأقطع اللحم بالكأس وأشرب بالسكين!
– ولو نظر الاثنان بنظرة “العدل”- مستحضرَيْن قوله تعالى: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).. وحذرَيْن من قوله تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا).. وقوله تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيت ويسلموا تسليما)- لأراحا أنفسهما وأراحا الأمة من شرور كثيرة..
والله الهادي..