عدد: 20 …. 10 جمادى الأولى 1325هـ الموافق 21/06/1907 :
1- ذكرت بعض الجرائد ما حصل مؤخرا على الغش في أمر الدقيق الوارد من الخارج، وخلطه بمادة تسمى بالافرنجية (سلفات دي باريتا) وغيرها من المواد المضرة بالصحة.
وقد ظهر بدون مراء أن عددا وافرا من أكياس الدقيق المعفن غير الصالح للأكل قد أوتي به من الخارج بأثمان بخسة جدا وأودع في مستودعات الديوانة ثم شرع بإخراجه شيئا فشيئا، وبيعه للخبازين دون أن يشعر بذلك أحد، والخبازون مزجوه بشيء من الدقيق العادي وهكذا بيع خبزا للعموم، فهذه أعمال مغايرة للدين والشرع يأباها كل صاحب ذمة وضمير، أو يشعر بأقل غيرة على أبناء جنسه.
وكذلك نستدعي الانتباه إلى مراقبة زيت الزيتون الذي هو من قوام معيشة الفقير أيضا، فقد ثبت ما شهد به البعض، وأكدوه لنا أن أكثر ما يباع من الزيت ممزوج بزيت القطن، ويباع كزيت الزيتون.
2- أذن حضرة حاكم الجزائر العام للمدعو الطيب ابن أبي عمامة في مبارحة الغواط والحضور إلى مغنية ووجدة ومن هناك يشخص إلى سلوان ليرى أباه.
والطيب هو الذي كان مسجونا في فاس وأطلق سراحه في العام الماضي عن طلب الدولة الفرنسوية، وقد أعطى الجنرال ليوناي الأمان إلى والده وإلى لفيف عائلته وكامل حاشيته، فضلا عن أن الحكومة الفرنسوية مستعدة إلى أن تعفو عن كل من يقدم لها أبو عمامة قائمة أسمائهم.
3- بلغنا أن جانب المخزن الشريف بعث بالأوامر المشددة إلى قبائل بني ايدر وبني قرفة وبني عروس وبني مصور وغيرهم من القبائل المجاورة للخماس كي يقوموا بكل ما يطلب منهم تسهيلا للمحلتين الشريفيتين (أي محلة بني عروس، ومحلة تطوان) في الزحف على الريسوني.
4- مراكش 26 ربيع الثاني:
قبل يوم التاريخ بيومين وردت قبائل الحوزية من رحامنة وسراغنة وزمران وغيرها وخيموا بقرب قنطرة تانسيفت خارج باب الخميس من أبواب مراكش وعددهم يربو على 5000 واليوم صباحا تركوا المحل المذكور وخيموا بمحل يعرف بجنان حصيرة قرب سور مراكش، ولم يعرف لحد الآن حقيقة مقصدهم ونيتهم إذ لا عبرة بما يتقول به البعض، وقد توجه إلى تفريق هذه الجموع الخليفة الهمام مولاي عبد الحفيظ ولا يلبثون أن يعودوا من حيث جاؤوا بحول الله.
وجاء من آخره أنهم في صباح تاريخه قصدوا باب الأحمر لينتظروا مرور حضرة سمو الخليفة وعند الظهر قدم سموه ومعه حضرة رئيس الكتبة السيد الصنهاجي وحضرة الباشا السيد بن كبور وبعض أمناء دار المخزن الشريف، ولما وصل سموه إلى هناك طلب من القبائل أن يُعيّنوا معتمَدين من قبلهم يرافقونه إلى دار المخزن، وهناك تناولوا عند سموه الطعام، وطابت نفوسهم وشكروا فضله.
أما القبائل فقد انجلى أكثرها عن نواحي مراكش وعادت إلى أحيائها.
وأيضا في 4 جمادى الأولى أرسل سمو الخليفة أول أمس المساجين الذين قبض عليهم في مسألة الطبيب موشان إلى طنجة، وكان ذلك ليلا برفقة بعض الخيالة.
****
ع:21 – 28/06/1907 – 17 جمادى الأولى 1325
حملت الباخرة التركي صباح الأربعاء أربعين بغلا للمحلة الشريفة الموجودة الآن في ضواحي مليلية التي ما تزال معسكرة على ضفة مارشيكا الجنوبية وعلى مرآى منها نحو الغرب فرقة القائد البشير بن صناع، وأما القائد محمدي فإنه ضارب خيامه على جزيرة هناك، والقبائل المجاورة قد مدت الجيوش الشريفة ببعض من رجالها.
أما القائم -بوحمارة- لم يزل في سلوان منذ معركة 27 مايو الماضي.
وصل اليوم السجناء المتهمين بالقتل في مسألة مراكش عن طريق الصويرة والجديدة وأودعوا حبس القصبة.
ملاحظة:
ما يزال المغرب يتوفر على أسطول بحري يخدم مصالح جيشه والذي سيختفي فجأة كما سنرى بعد 1912م، كما يجب التساؤل حول هدف حاكم الجزائر السماح لبوعمامة بالتوجه إلى سلوان حيث يوجد المتمرد بوحمارة، ولماذا تدخلت فرنسا لإطلاق سراحه؟