في ظلال آية

قال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} البقرة121.

اشتملت هذه الآية على:
1- صفة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في اتباعهم القرآن والعمل به.
قال عبد الله بن عباس: قوله “يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ” قال: يتبعونه حق اتباعه، يحلون حلاله، ويحرمون حرامه، ولا يحرفونه عن مواضعه.
وقال قتادة: هؤلاء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم آمنوا بكتاب الله فصدقوا به، أحلو حلاله، وحرموا حرامه، وعملوا بما فيه.
وقال مجاهد: يعملون به حق عمله.
2- القرآن الكريم أنزل للتدبر والعمل.
3- حث المسلم على أن يقتدي بسلفه من الصحابة والتابعين في تدبر كتاب الله والتفقه فيه، والعمل بما جاء فيه. (تفسير ابن جرير 1/518-520).
وقال السعدي رحمه الله تعالى: “يخبر تعالى أن الذين آتاهم الكتاب, ومنَّ عليهم به منة مطلقة, أنهم (يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ) أي: يتبعونه حق اتباعه, والتلاوة: الاتباع، فيحلون حلاله, ويحرمون حرامه، ويعملون بمحكمه, ويؤمنون بمتشابهه، وهؤلاء هم السعداء من أهل الكتاب الذين عرفوا نعمة الله وشكروها، وآمنوا بكل الرسل, ولم يفرقوا بين أحد منهم.
فهؤلاء, هم المؤمنون حقا, لا من قال منهم: “نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ”.
ولهذا توعدهم بقوله (وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *