رَجَوْتُكَ يا حبيبُ “من فتًى فلسطيني إلى صديق طفولته” د.عبد الرحمن العشماوي

دَعِ الرَّشَّــــاشَ خَلـْفـَكَ يا حـبيبُ *** وصــافِحــــْنِي فأنــــتَ أخٌ قـــريبُ

رصاصتُكَ التي أطلــقْتَ نـحوي *** تُصيبُـــكَ مـــــثلما قلـــبي تُصــيبُ
وقـــاتِلـــُنا هــــو المــقتــولُ فينا *** وأَســــْعَدُنا هـو الأشــقى الكئــــيبُ
لمـــــاذا يا أخـــي تـــرتدُّ نحوي *** ووجهُكَ في مقابلتــي غَـــضُوبُ؟!
ألم نَسْـــكُنْ مُخيَّــــمَنا جــمـــيعاً *** تُشـــــارِكُنا طُـــفُولَتَنا الخُــطُوبُ؟!
ألـم نَشْـــرَبْ مَوَاجِعَـــنا صِغَاراً *** وَنَرْضَعْهَا كــما رُضــِعَ الحليبُ؟!
دَعِ الأعـــداءَ لا تَرْكَنْ إلــيـــهم *** فمــــا يُعطـــيكَ إلاَّ الغَـــدْرَ (ذِيبُ)
إذا امـــتـدَّتْ يدُ البـــــاغي بمالٍ *** إلــــيكَ فَخَلْفَهُ هـــــدفٌ مُــــرِيــبُ
لـــــنا أرضٌ مُبــــــارَكةٌ دَهَاهَا *** مـــــنَ الأعـــداءِ عُـــدْوانٌ رَهِيبُ
ألم يُــدْفَنْ أبي وأبـــوكَ فيـــــها *** وفـــي عَيْنَيـــــْهِمَا دمعٌ صَـبِيبُ؟!
ستَـــشْقَى ثم تَشْقَــى حـينَ تَنْأَى *** بنا عن طَرْدِ غاصـــِبِها الــدُّروبُ
أخي ورفيـقَ آلامــــي وحُزْني *** وأحلامــي، رَجَـــوْتُكَ يا حــــبيبُ
رَجَوْتُكَ أنْ تـكونَ أخـــــا وفاءٍ *** لِئـــَلاَّ يَــــدْفِنَ الشـــمسَ الغـُروبُ
كأنِّي بالرَّصــاصِ يقــولُ: كلاَّ *** ويَحْـــــلِفُ أنَّـــهُ لا يســـــتجـــيبُ
يقـولُ لنا: دَعُــــوا هذا التَّجَافِي *** وكُفُّــــوا عن تَنَاحُرِكُــــــم وتُوبُوا
أخـي، إنِّـي رأيْتُ الحقَّ شـمساً *** يُلازِمُهـــا الشّـــُروقُ فمـــا تَغِيـبُ
فلا تَـــــتْرُكْ يدَ الأحـــقادِ تُدْمِي *** جَبِـــيناً لا يَلــِيقُ بـــهِ الشُّــــحُوبُ
سَمِعْتُ مآذنَ الأقصــى تُنـــادِي *** وفي البيتِ الــحرامِ لــها مُجِيــبُ
وصَوْتُ عجائبِ الإسـراءِ يَدْعُو *** وفـي أَصـــْدَائِهِ نـــَغَمٌ عَجـِيــــبُ:
إذا دَعَـــــتِ المــــآذِنُ بالتَّـآخِي *** فحُــــكْمُ إجــابَةِ الدَّاعِي الوُجُوبُ
أخي، بينـــي وبَيْنــَكَ نهرُ حُـب *** وإخــــلاصٍ بهِ تَرْوَى القُلُــــوبُ
لِقَلـــْبَيْنَا مــنَ الإحســاسِ دِفْءٌ *** أرى جبــــلَ الجليـــــدِ بهِ يَذُوبُ
كِلانَا لا يُريدُ ســـوى انتـصــارٍ *** يعودُ لنـــــا بهِ الوطنُ السَّلِيــــبُ
كِــــلانَــا في فلســـطـينَ الْتَقَيْنَا *** علـــى هَدَفٍ، لِيَــــنْهَزِمَ الغَريبُ
لِنَــرْفَـــعَ رايةً للــــحــقِّ تُمْحَى *** بها من صَـــــدْرِ أُمَّـتِنَا الكُرُوبُ
أخا الإسراءِ والمــعراجِ، بيني *** وبَيْنَكَ حــــــَقْلُ أزهارٍ وطِيـــبُ
بِحَبْلِ العُرْوَةِ الوُثْقَى اعْتَصَمْنَا *** فلا عاشَ المُخَــالِفُ والـــكَذُوبُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *