أبو الفضل عبد الحفيظ الفاسي (1296-1383هـ =1879-1964م)

عبد الحفيظ بن محمد الطاهر بن عبد الكبير الفهري، أبو الفضل الفاسي: قاض من المعنيين بالتاريخ والتراجم والحديث. أندلسي الأصل، من بني الجد، ولد وتعلم بمدينة فاس.

وقضى زهاء عشرة أعوام في القضاء الشرعي ثم كان من أعضاء المحكمة الجنائية العليا، وآخر ما وليه القضاء في بلدة (سطات)، وانقطع عن العمل يوم استقل المغرب، فعكف على كتبه وأوراقه في منزله بالرباط إلى أن توفي رحمه الله تعالى.
كتبه
من أشهر كتبه معجم الشيوخ المسمى (رياض الجنة أو المدهش المطرب)، و”خبايا الزوايا” في التراجم ومراسلات معاصريه. وله (الآيات البينات في شرح وتخريج الأحاديث المسلسلات، مختصر في ذكر من اسمه محمد من ملوك الإسلام، (وأشهر مشاهير العائلات بالمغرب) و (أربع رسائل في إبطال المهدوية) و(شذور العسجد في ذيل عناية أولي المجد بذكر الفاسي ابن الجد)، و (خاطرات مريض)، و(فلسفة تاريخ دول المغرب) ذكره في حديث له بدمشق.
مواقفه
قال عبد الله الجراري في حق المترجم: وقد امتاز بالصراحة وقول الحق لا يماري أو يداجي بل يعلن الحقيقة واضحة ناصعة لا يعلوها غبار.
قال تلميذه الشيخ محمد بوخبزة في حقه: كان في المغرب ثلاثة علماء لم يوجد لهم نظير في الشمال الإفريقي -حتى مصر- لاسيما في الحديث وهم: أحمد الغماري، وعبد الحفيظ الفهري الفاسي، وعبد الحي الكتاني، -وكل هؤلاء الثلاثة أخذ عنهم الشيخ بوخبزة واستفاد منهم-، ثم بين أن براعة الشيخ عبد الحي الكتاني كانت في معرفة المخطوطات والكتب والتراجم والإجازات، دون الصنعة الحديثية فكان ضعيفا فيها، وأن الشيخ عبد الحفيظ الفاسي أحسن الثلاثة معتقدا وأميلهم إلى السلفية.
وقال الشيخ عبد الحفيظ الفاسي في معجم الشيوخ في ترجمة الصيادي: ومؤلّفات النبهاني مملوءةٌ حتى بالمعتوهين، ومن لا يُعْرَفُ لهم اسمٌ ولا محل، والحالةُ أنه لا وجود لمن ذكَرَه أو عرفه ـ لا كونه شيخَ العصر وشاعره، ولا كونه أميّاً جاهلاً أو خاملاًـ إلا المترجَم في مؤلفاته، وأتباعه كعبد القادر أفندي قدري في كتابه “الكوكب المنير”، وأحمد عزة باشا الموصلي في كتابه “العقود الجوهرية” وأمثالهما ، ممن يستقي من بحره.
وإقدامُ المترجَم -يعني الصيادي- على اختلاق وجوده وأخباره ومؤلفاته وأشعاره، إن صحَّ، ممَّا يُستغرَبُ صدوره منه.
وقال رحمه الله في حق السلطان المولى سليمان ت(1238 هـ): وأمر بقطع المواسم التي هي كعبة المبتدعة والفاسقين، وكتب رسالته المشهورة، وأمر سائر خطباء إيالته بالخطبة بـها على سائر المنابر إرشادا للناس لاتباع السنن ومجانبة البدع، ولولا مقاومة مشايخ الزوايا من أهل عصره له؛ وبَثهم الفتنة في كافة المغرب وتعضيد من خرج عليه من قرابته وغيرهم؛ واشتغاله بمقاتلتهم وإنكاره أمامهم، لولا كل ذلك لعمت دعوته الإصلاحية كافة المغرب، ولكن بوجودهم ذهبت مساعيه أدراج الرياح، فذهبت فكرة الإصلاح ونصرة مذهب السلف بموته. الآيات
وقال رحمه الله في ترجمته لأبي شعيب الدكالي رحمه الله: عارف بأصول الدين الصحيحة الخالية من البدع والعقائد الزائغة، شديد على المدعين قامع لأهل الأهواء والمبتدعين، سيف الله القاطع على رقابهم ملازم لنشر العلم والدؤوب على تدريسه صيفا وشتاء.
وفاته
توفي رحمه الله يوم خامس عشر رمضان عام ثلاث وثمانين وثلاثمائة وألف، الموافق عاشر فبراير سنة أربع وستين وتسعمائة وألف بالرباط ودفن بمقبرة شالة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انظر دليل مؤرخ المغرب الأقصى، الأعلام للزركلي 3/279، معجم الشيوخ المسمى رياض الجنة أو المدهش المطرب له، موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية، لقاء مع الشيخ العلامة أبي أويس محمد بوخبزة الحسني في 3 جمادى الثانية 1429، التأليف ونهضته بالمغرب في القرن العشرين، وأعلام الفكر المعاصر بالعدوتين: الرباط وسلا، سل النصال للنضال بالأشياخ وأهل الكمال، إتحاف المطالع بوفيات القرن الثالث عشر والرابع.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *