ولد السلطان مولاي عبد العزيز بن الحسن الأول العلوي سنة 1298هـ، وأمه شركسية إسمها السيدة رقية، جلبها الحاج العربي بريشة التطواني أحد خاصة السلطان مولاي الحسن الأول والد صاحب الترجمة، وبويع مولاي عبد العزيز بعد وفاة والده السلطان مولاي الحسن الأول رحمه الله سنة 1311هـ وعمره آنذاك نحو أربع عشرة سنة، وبايع بعضهم أخاه عبد الحفيظ فاستولى على الحكم واستعد لحرب أخيه فتنازل المولى عبد العزيز عن الحكم في شهر رمضان سنة 1326هـ حقنا للدماء لئلا يزداد الخرق اتساعا، وكانت وفاته في صبيحة يوم ثامن جمادى الثانية سنة 1362هـ، ونقل إلى فاس فدفن بجوار جده مولاي عبد الله.
قال الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله: “أما الحسن الأول، وعبد العزيز الأول فقد حدثني غير واحد من الثقات أنهما كانا يعتمدان كل الاعتماد على الإمام المحدث المجتهد ناصر السنة وقامع البدعة عبد الله السنوسي نزيل طنجة في آخر حياته، وبها توفي رحمه الله، وأجل من حدثني عنه العالم السلفي، والمصلح البر الوفي مولاي عبد العزيز بن الحسن بن محمد بن عبد الرحمن رحمهم الله رحمة واسعة، وهذا الرجل الكريم، وإن كان لم ينجح في أيام ملكه لصغر سنه، وكثرة الفتن، وفساد الرؤساء، فقد نجح بعد اعتزاله الملك أيما نجاح، فقضى عمره في دراسة العلوم السلفية مع أستاذه المذكور”1.
اجتمع به الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله سنة 1942م وبعدما ناقشا وضع البلاد مع الاحتلال وأوضاع العالم الإسلامي تحدثا “أيضا في العقيدة السلفية في توحيد الأسماء والصفات وتوحيد العبادة بالتبرؤ من عبادة القبور، وتوحيد التوجه إلى الله تعالى بلا واسطة، وتوحيد إتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بغير تقليد ولا تمذهب، فوجدته راسخ العقيدة في السلفية قدس الله روحه، وأخبرني أن أستاذه في العقيدة السلفية هو العالم السلفي المحدث المحقق الشيخ عبد الله السنوسي رحمه الله”2.
وقد بسط أخبار الشيخ السنوسي لشيخ تقي الدين الهلالي ومن جملة ما أخبره عن السنوسي أن: “هذا الشيخ الإمام لما حضرته الوفاة ترك خزانة كتبه عندي -أي عند السلطان عبد العزيز- ولا أدري ما أصنع بهذه الخزانة وعند من أودعها لينتفع الناس بها دون أن تصل إليها أيدي لصوص الكتب، فلم أبد له رأيا ولا أعرف الآن ماذا جرى على هذه الخزانة وأخبرني رحمه الله بأن كتبه هو تركها في فاس”2.
فرحم الله السلطان عبد العزيز الأول بن الحسن الأول بن محمد الرابع بن عبد الرحمن العالم السلفي رحمة واسعة وغفر له وأسكنه فسيح جناته آمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1: مجلة دعوة الحق العدد 4 السنة 11 ذو القعدة 1387هـ/فبراير 1968م من مقال “أئمة الدولة العلوية وتمسكهم بكتاب الله وبيان رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم” للشيخ الدكتور محمد تقي الدين الهلالي.
2: مجلة دعوة الحق العددان 2 و3 السنة 19-1978م من مقال “السلطان مولاي عبد العزيز بن الحسن العلوي رحمه الله” للشيخ الدكتور محمد تقي الدين الهلالي.