نماذج من تغيير المنكر عند العلماء المالكية*

قال العلامة الونشريسي في المعيار (12/25): “التشديد على الظلمة والمجترئين من أهل العتو والفساد مهيع مألوف في الشرع وقواعد المذهب، ومنه في المذهب المالكي غير نظير”.

* قال القاضي عياض في ترتيب المدارك عن أبي علي الحسن بن نصر السوسي (6/38): وكان فقيها صليبا مغيرا للمناكير، لا يهاب في إقامة الحد سلطانا ولا غيره.
وقال (6/38): وكان يأمر من يمشي على شاطئ البحر والمواضع الخالية فإن وجدوا رجلا مع غلام حَدَثٍ أتوا بهما إليه، فإن لم تقم بينة على أنه ابنه أو أخوه، وإلا عاقبه.
وذكر القاضي عياض (6/39) أنه بلغه أن رجلا جاء لابنة له بمزهر (من آلات الغناء) لطيف تلعب به فمزقه وزجره.
* في تاريخ ابن الفرضي (291) في ترجمة العباس بن قرعوس أبي قرعوس والي سوق الأندلس: وكان يضرب ضربا شديدا ويشتد على أهل الريب. وأدرك رسولا للأمير وهو يحمل شرابا للأمير، فأمر بكسره وإهراقه وضرب الرسول ضربا وجيعا.
* وذكر القاضي عياض كذلك في ترجمة جبلة بن حمود الصدفي تلميذ سحنون (4/375) أنه كان شديدا على أهل البدع، قال: كان رحمه الله شديدا في ذلك، لا يداري فيه أحدا، ولم يكن أحد أكثر مجاهدة منه للروافض وشيعهم، فنجاه الله منهم.
* وقال عبد الحفيظ الفاسي في رياض الجنة (241) عن أبي شعيب الدكالي: عارف بأصول الدين الصحيحة الخالية من البدع والعقائد الزائفة، شديد على المدعين، قامع لأهل الأهواء والمبتدعين.
* قال ابن حيان عن أبي عمر بن القطان: وكان لهجا بتغيير المنكر وكسر آلات اللهو، وكان أبوه محمد بن عيسى زاهدا متقشفا معتنيا أيضا بتغيير المناكر، صبورا على ما يلقى فيه من مكروه. ترتيب المدارك (8/145).
* وهدم الحارث بن مسكين مسجدا كان قد بناه خراساني بين القبور. الديباج (1/296) وترتيب المدارك (4/31).
* ووعظ بهلول العكي أمير القيروان لأنه كان يهدي لملك الروم وعارضه في ذلك فأمر بتجريده وضربه بالسياط. ترتيب المدارك (3/98-99).
* ولما ضاق محمد بن عبد الله السعدي درعا بعمه عبد الملك، استغاث بنصارى البرتغال وطلب من العلماء موافقته فرد عليه علماء المغرب برسالة طويلة أبطلوا فيها كلامه في جواز الاستعانة بالكفار، وبينوا له عدم الجواز. بل وصرحوا بردته. الإعلام (5/158) ونزهة الحادي (128).
* فصلا خاصا في بيان المناكر التي كانت في زمانه “وأما ما كان في صفات المتصرفين والمتصرفات، فذكر منه: تحرك السكارى المتجاهرين بسكرهم، وبما ينشأ عنه من العربدة وعبث القول.
وإعلان النساء بالنوح، ولطم الخدود، وشق الجيوب، والدعاء بالويل والثبور، واجتماعهن لذلك.
وتصرفهن بأنواع الزينة البادية، وأسباب التجمل الظاهرة على اختيال في المشي، وإعمال منتشر الطيب وإظهار ما يستدعي الفتنة.
واجتماعهن في المواضع التي يتخذنها مجالس للتنزه على من يمر عليهن من شبان الرجال والفساق.
والإطالة في الوقوف على حوانيت الباعة والصناع.
وإفتاء الجهال، واشتغال غير العالم بالطب..” (تحفة الناظر للعقباني).

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
*مستفاد من كتاب “تغيير المنكر عند المالكية” للشيخ مصطفى باحو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *