قد سبق معنا ذكر ترجمة خلف رحمه الله ولكن كنا قد ذكرناه بصفته أحد رواة حمزة الزيات والآن نعيد ترجمته للقراء بصفته صاحب مقرإ مستقل
فقد انفرد رحمه الله بمذهب في القراءة واختار لنفسه قراءة من بين قراءات الكوفيين، ومنهم شيخه حمزة بن حبيب، وميزها قراءة خاصة فعدت عاشرة القراءات العشر، وما هي إلا اختيار من قراءات الكوفيين، ولم يخرج عن قراءة حمزة والكسائي وأبي بكر عن عاصم إلا في قراءة قوله تعالى (وحَرَامٌ عَلَى قريَة) قرأها بالألف بعد الراء مثل حفص والجمهور. مقدمة التحرير والتنوير2/87.
قال الذهبي وكان رحمه الله له اختيار في الحروف صحيح ثابت ليس بشاذ أصلا، ولا يكاد يخرج فيه عن القراءات السبع. السير10/578.
وقال ابن أشتة كان خلف يأخذ بمذهب حمزة إلا أنه خالفه في مائة وعشرين حرفاً قلت يعني في اختياره. غاية النهاية ص:120.
اسمه
هو خلف بن هشام بن ثعلب بن داود بن مقسم بن غالب، ويكنى أبا محمد الأسدي البزار البغدادي، ويقال خلف بن هشام بن طالب بن غراب المقرئ، وهو من أهل فم الصلح بكسر الصاد. (التاريخ الكبير3/196، الجرح والتعديل 3/378، التيسير ص5:، والمؤتلف والمختلف للدارقطني 1/53، تاريخ بغداد 8/322، غاية النهاية ص 120).
وكان رحمه الله يكره أن يقال له البزار ويقول ادعوني المقرئ.
الإمام العلم، ولد سنة خمسين ومائة، وحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين وابتدأ في الطلب وهو ابن ثلاث عشرة. غاية النهاية ص120.
رواة القراءة عنه
روى عنه القراءة عرضا: أحمد بن يزيد الحلواني، وسلمة بن عاصم، ومحمد بن الجهم السمري، وأحمد بن أبي خيثمة، ومحمد بن يحيى الكسائي، وإسحاق بن إبراهيم الوراق وإدريس الحداد، وآخرون.
ثناء الناس عليه
قال ابن حبان:كان خيِّرا فاضلا عالما بالقراءات، كتب عنه أحمد بن حنبل وكان من الحفاظ المتقنين. الثقات 8/228.
وقال العباس بن محمد الدوري: ما رأيت أقرأ للقرآن من خلف، ما خلا خلاد المقرئ. الجرح والتعديل 3/372.
وقال ابن سعد: هو صاحب قرآن وحروف. الطبقات 7/348.
وقال عنه الدارقطني :كان عابدا فاضلا. المؤتلف والمختلف 1/53.
وقال عنه الداني: هو إمام في القراءات وله اختيار حُمل عنه، متقدم في رواية الحديث، صاحب سنة ثقة مأمون. التهذيب3/134.
وقال عنه الذهبي: من نبلاء الأئمة. الكاشف1/ 374.
وقال أيضا: الإمام الحافظ الحجة، شيخ الإسلام. السير10/576.
وقال عنه ابن الجزري: كان ثقة كبيراً زاهداً عابداً عالما. غاية النهاية ص:120.
وعن حسين بن فهم قال: ما رأيت أنبل من خلف بن هشام كان يبدأ بأهل القرآن ثم يأذن لأصحاب الحديث وكان يقرأ علينا من حديث أبي عوانة خمسين حديثا هذا أو نحوه. تاريخ بغداد8/322.
وقال النسائي: بغدادي ثقة.
وفاته
مات خلف رحمه الله تعالى ببغداد يوم السبت لسبع مضت من جمادى الآخرة أو نحوه، سنة تسع وعشرين ومائتين. الطبقات 7/348 التاريخ الصغير للبخاري 2/329.
وهو مختف زمان الجهمية. التيسير ص:5
ودفن في مقابر الكناسة. الطبقات 7/348 .
إلى هنا انتهت حلقة هذا العدد وبهذا ننهي ترجمة خلف البزار رحمه الله تعالى عاشر القراء وفي الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى سنتطرق إلى ترجمة راويي خلف وهما إسحاق وإدريس فترقبوا ذلك.