هل المستوى التعليمي والسلوك الحضاري كافيان لحماية المرأة من الاغتصاب والتحرش الجنسي؟!

لا المستوى التعليمي ولا الحياة المتحضرة يمكنهما منع تعرض المرأة للتحرش الجنسي أو الاغتصاب، ولا يمكن التعويل على ضبط النفس أمام الإغراءات من أجل القضاء على ظاهرة التحرش الجنسي في مجتمعات مختلطة. فإن لم تسْع المرأة بنفسها إلى القضاء على أهم أسباب الاعتداء عليها، والمتمثل بالأساس في إثارة الغرائز الذكورية بتبرجها الفاضح وإظهار مفاتنها، فإنها ستبقى دائما عرضة للتحرش الجنسي والاغتصاب تعاني من نتائجهما المدمرة، الأمر الذي يبقى معه حجابها الشرعي أنجع الحلول وأعقلها يجمع لها بين الحفاظ على حيائها وكرامتها وتحصيل رضا ربها وتأييده.

كشف استطلاع أجرته منظمة العفو الدولية في لندن شمل نحو 1000 رجل وامرأة أن السبب الأساسي لجرائم الاغتصاب التي يشهدها الشارع البريطاني، تعود إلى “عبث المرأة” و”لباسها الفاضح”، لتتحمل، بذلك، مسؤولية تعرضها للاعتداء!

وتفاجأ المشاركون في الاستطلاع أن معظم جرائم الاغتصاب لا تتم من قبل غرباء كما كانوا يعتقدون، حيث أظهرت الوقائع أن 80% من هذه الاعتداءات تحدث من قبل أصدقاء، أو أشخاص معروفين من قبل الضحايا!
ربما لا يقتنع كثيرون في الغرب ومن تشبع بفكرهم من أبناء جلدتنا أن الحجاب أو اللباس الشرعي للمرأة يحميها من المتحرشين والمعتدين، فهم يعتقدون أن أفضل حماية للمرأة هي في مستواها التعليمي وفي السلوك الحضاري وفي ضبط النفس عند التعرض إلى مواقف مغرية؛ وهو الطرح نفسه الذي يروجه العلمانيون عند تعرضهم لظاهرة الاغتصاب التي باتت متفشية داخل مجتمعنا، ولا شك أن الأسس المذكورة مطلوبة من أجل حماية المرأة من ظاهرة الاغتصاب والتحرش الجنسي لكنها ليست كافية أبدا، وإلا فكيف نفسر الارتفاع المهول لنسب التحرش الجنسي والاغتصاب في الغرب؟
فحسب منظمة “لوبي النساء” التي تعنى بقضايا المرأة في أوروبا فإنه من 40 إلى 50% من النساء يتعرضن للتحرش الجنسي في مكان العمل، أما في أمريكا فإن 31% من الإناث العاملات يخبرن عن تعرضهن للتحرش الجنسي في العمل. كما أن دراسة أجرتها الجمعية الأمريكية للمؤسسة التربوية لنساء الجامعات على الطلاب من الصف الثامن إلى الحادي عشر أن 83% من الفتيات تعرضن لمضايقات جنسية.
وكل هذا يعني أن التحرش الجنسي موجود بكثرة في الغرب، بل ويتطور الأمر إلى اغتصاب في كثير من الحالات. ولم يمنع المستوى التعليمي العالي والسلوك الحضاري حدوث كل ذلك، وقد أظهر تقرير للأمم المتحدة تم جمعه من مصادر حكومية أن أكثر من 250.000 حالة اغتصاب أو محاولة اغتصاب سجلتها الشرطة سنويا.
أكثر من هذا وطبقا لمنظمة RAINN (Rape, Abuse & Incest National Network) وهي الشبكة الأمريكية القومية عن الاغتصاب وسوء المعاملة والمحارم، أكبر منظمة قومية أمريكية ضد الاعتداء الجنسي، طبقا لهذه الشبكة فـ:
– كل دقيقتين ونصف، في مكان ما في أمريكا، يهاجَم شخص جنسيا.
– واحدة من ست أمريكيات ضحية اعتداء جنسي.
– في 2004-2005 وصل المتوسط السنوي لحالات الاغتصاب، أو محاولة اغتصاب أو اعتداء جنسي لـ200.780 حالة.
إن ظاهرة الاغتصاب منتشرة بشكل مفزع في أمريكا، وتعمل عديد من المنظمات النسائية والحكومية على إحصاء حالات الاغتصاب وتقدم الاستشارات النفسية والطبية للنساء المعتدى عليهن. وفي ما يلي بعض تلك الإحصاءات الرسمية التي قدمها مركز Women’s Rape Crisis Center وهو مركز متخصص في إحصاء مثل تلك الحالات:
– 1.3 نساء بالغات يغتصبن كل دقيقة. مما يترجم إلى 78 في الساعة، أو 1.871 في اليوم.
– في الولايات المتحدة يتم التبليغ عن حالة اغتصاب كل خمس دقائق.
– لا يزال الاعتداء الجنسي يمثل الجريمة الأكثر نموا وعنفا في أمريكا.
– الولايات المتحدة لها النسبة الأعلى في الاعتداء الجنسي بين الدول الصناعية.
– هناك معدل يقدر بـ 51.000 حالة اغتصاب واعتداءات جنسية تحدث في مواقع العمل كل سنة. (وزارة العدل الأمريكية، مكتب الإحصاءات القضائية، استطلاع حول ضحايا العنف في أماكن العمل؛ وانظر الحجاب وملابس المرأة المسلمة؛ فوزي الغديري).
وفي استطلاع أجرته منظمة العفو الدولية في لندن شمل نحو 1000 رجل وامرأة، كانت النتيجة أن السبب الأساسي لجرائم الاغتصاب التي يشهدها الشارع البريطاني، تعود إلى “عبث المرأة” و”لباسها الفاضح”، لتتحمل بذلك جزء كبيرا من مسؤولية تعرضها للاعتداء!
وقد تفاجأ المشاركون في الاستطلاع بأن معظم جرائم الاغتصاب لا تتم من قبل غرباء كما كانوا يعتقدون، حيث تظهر الوقائع أن 80% من هذه الاعتداءات تحدث من قبل أصدقاء، أو أشخاص معروفين من قبل الضحايا!
ومن النتائج التي خلص إليها الاستطلاع، اعتبار 30% أن العديد من النساء يتحملن مسؤولية تعرضهن للاغتصاب لأسباب عدة منها اللباس الفاضح والمظهر المثير!
هذه الأرقام المفزعة، تدل بما لا يدع مجالا للشك على أن المرأة عرضة دائما للاعتداء والتحرش في المجتمعات الغربية، حيث الاختلاط بين الجنسين أمر عادي. هذه الدول والتي تعرف باسم الدول المتقدمة! تعاني من هذه الظاهرة الخطيرة التي تكون المرأة ضحيتها الأولى رغم كونها مثقفة وحاصلة على درجات علمية عالية. وهذا يعني أنه لا المستوى التعليمي ولا الحياة المتحضرة يمكنهما منع تعرض المرأة للتحرش الجنسي أو الاغتصاب، ولا يمكن التعويل على ضبط النفس أمام الإغراءات من أجل القضاء على ظاهرة التحرش الجنسي في مجتمعات مختلطة. فإن لم تسْع المرأة بنفسها إلى القضاء على أهم أسباب الاعتداء عليها، والمتمثل بالأساس في إثارة الغرائز الذكورية بتبرجها الفاضح وإظهار مفاتنها، فإنها ستبقى دائما عرضة للتحرش الجنسي والاغتصاب تعاني من نتائجهما المدمرة، الأمر الذي يبقى معه حجابها الشرعي أنجع الحلول وأعقلها يجمع لها بين الحفاظ على حيائها وكرامتها وتحصيل رضا ربها وتأييده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *